الأبار ، نا الأعمش ، عن حكيم بن جبير ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عبّاس قال :
غضب موسى على قومه في بعض ما كانوا يسألونه ، فلما نزل الحجر قال : اشربوا يا حمير ، فأوحى الله إليه : أتعمد إلى عبيد من عبادي فتقول لهم يا حمير؟ قال : فما برح موسى حتى أصابته عقوبة.
أنبأنا أبو الفضائل الحسن بن الحسن بن أحمد ، وأبو الوحش سبيع بن المسلم ، وأبو تراب حيدرة بن أحمد ، وأبو محمّد بن الأكفاني ، وأبو الحسن بركات بن عبد العزيز قالوا : أنا أبو بكر الخطيب ، أنا أبو الحسن بن رزقويه ، أنا أحمد بن سندي ، نا الحسن بن علي ، نا إسماعيل بن عيسى ، نا إسحاق بن بشر ، عن أبي روق (١) الهمداني ، عن عكرمة ، عن ابن عبّاس قال : وأخبرني الحسين بن واقد الخراساني ونوح بن أبي مريم عن جويبر ، عن الضّحّاك عن ابن عبّاس قال : وأخبرني الحسين أيضا عن إسماعيل السّدّي قالوا جميعا في قصة البقرة فزاد بعضهم على بعض ، قال بعضهم : إنّه كان شاب في بني إسرائيل على عهد موسى بارا بأمّه عابدا يصلي ثلث الليل ، وينام ثلث الليل ، ويجلس ثلث الليل عند رأس أمه يلقنها التسبيح والتهليل ، فإذا أصبح خرج إلى البرية فيحتطب ثم يدخله محلة بني إسرائيل فيبيعه فيتصدق بثلثه ويشتري بثلثه طعاما يكفيه وأمّه يومهما ، ثم يأتي بالثلث الثالث إلى أمّه فتصدّق به ، فغبر بذلك ما شاء الله ، ثم قالت له أمّه ذات يوم : أي بنيّ إنّ لي بقرة ورثتها عن أبي وإني (٢) أرسلها في البرية ترعى ، يحفظها عليّ إله بني إسرائيل ، فاذهب في طلبها ، قال فذهب الفتى في طلبها ، ووصفتها له ، وأوعزت إليه أن لا يركبها ولا يحدث (٣) فيها أمرا.
قال : وأنا إسحاق ، عن أبي روق الهمداني ، عن عكرمة ، عن ابن عباس أن تلك البقرة كانت لغلام يتيم وهي التي وصفها الله في كتابه.
قال : وأنا إسحاق ، عن مضارب بن عبد الله ، وعثمان بن الساج يرفعانه إلى وهب بن منبّه أنه قال :
إن أم الفتى بعثت الفتى في طلب البقرة ، فلما أن أصابها ناداها فقال : أيتها البقرة ، بإذن الله ، فقالت : يا فتى ، لو سألت الله ربّك أن يسيّر معك الجبال لفعل لبرّك بأمّك ولطواعيتك (٤)
__________________
(١) بالأصل : «زروق» تصحيف ، والتصويب عن م ، ود ، و «ز».
(٢) بالأصل : «وأمّي» والمثبت عن د ، و «ز» ، وم.
(٣) الأصل : «يحد» والمثبت عن د ، و «ز» ، وم.
(٤) الأصل : «لطوعيتك» والمثبت عن د ، و «ز» ، وم.