قائمة الکتاب

إعدادات

في هذا القسم، يمكنك تغيير طريقة عرض الكتاب
بسم الله الرحمن الرحيم

مناقب الأسد الغالب ممزّق الكتائب ومُظهر العجائب ليث بن غالب أميرالمؤمنين أبي الحسن علي بن أبي طالب

مناقب الأسد الغالب ممزّق الكتائب ومُظهر العجائب ليث بن غالب أميرالمؤمنين أبي الحسن علي بن أبي طالب

مناقب الأسد الغالب ممزّق الكتائب ومُظهر العجائب ليث بن غالب أميرالمؤمنين أبي الحسن علي بن أبي طالب

تحمیل

مناقب الأسد الغالب ممزّق الكتائب ومُظهر العجائب ليث بن غالب أميرالمؤمنين أبي الحسن علي بن أبي طالب

17/200
*

الكذب ؛ فإن الكذب مجانب للإيمان ، ألا إن الصدق على شرف منجاة وكرامة ، وإن الكذب على شرف ردى وهلكة ، ألا وقولوا الحق تعرفوا به ، واعملوا به تكونوا من أهله ، وأدوا الأمانة إلى من ائتمنكم ، وصلوا أرحام من قطعكم ، وعودوا بالفضل على من حرمكم ، وإذا عاهدتم فأفوا ، وإذا حكمتم فاعدلوا ولا تفاخروا بالآباء ، ولا تنابزوا بالألقاب ، ولا تمازحوا ، ولا يغضب بعضكم بعضا ، وأعينوا الضعيف والمظلوم والغارمين وفي سبيل الله وابن السبيل والسائلين وفي الرقاب ، وارحموا الأرملة واليتيم ، وأفشوا السلام ، وردوا التحية على أهلها بمثلها أو بأحسن منها ، (وَتَعاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوى وَلا تَعاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوانِ وَاتَّقُوا اللهَ إِنَّ اللهَ شَدِيدُ الْعِقابِ) [المائدة : ٢] وأكرموا الضعيف ، وأحسنوا إلى الجار ، وعودوا المرضى وشيعوا الجنازة ، وكونوا عباد الله إخوانا.

أما بعد : فإن الدنيا قد أدبرت وآذنت بوداع ، وإن الآخرة قد أظلت وأشرفت باطلاع ، والمضمار اليوم وغدا السباق ، وإن السبقة الجنة والغاية النار ، ألا وإنكم في أيام مهل من ورائها أجل يحثه عجل ، فمن أخلص لله عمله في أيام مهلته قبل حضور أجله فقد أحسن عمله ونال أمله ، ومن قصر عن ذلك فقد خسر عمله وخاب أمله وضره أمله ، فاعملوا في الرغبة والرهبة ، فإن نزلت بكم رغبة فاشكروا الله واجمعوا معها رهبة ، وإن نزلت بكم رهبة فاذكروا الله واجمعوا معها رغبة فإن الله قد تأذّن المسلمين بالحسنى ولمن شكر بالزيادة ، وإني لم أر مثل الجنة نام طالبها ، ولا كالنار نام هاربها ، ولا أكثر مكتسبا من شيء أكسبه ليوم تدخر فيه الذخائر ، وتبلى فيه السرائر ، وتجتمع فيه الكبائر ، وإنه من لا ينفعه الحق يضره الباطل ، ومن لا يستقم به الهدى يجر به الضلال ، ومن لا ينفعه اليقين يضره الشك ، ومن لا ينفعه حاضره فعازبه عنه أعور وغائبه عنه أعجز ، وإنكم قد أمرتم بالظعن ودللتم على الزاد ، ألا وإن أخوف ما أخاف عليكم اثنان : طول الأمل ، واتباع الهوى. فأما طول الأمل فينسي الآخرة ، وأما اتباع الهوى فيبعد عن الحق ، ألا وإن الدنيا قد ترحلت مدبرة ، وإن الآخرة قد ترحلت مقبلة ، ولهما بنون ؛ فكونوا من أبناء الآخرة إن استطعتم ولا تكونوا من بني الدنيا ، فإن اليوم عمل ولا حساب وغدا حساب ولا عمل. قال