شرط مسلم ولم يخرجاه (١).
[ما قاله عبادة في عليّ]
١١ ـ أخبرنا الإمام العلامة شيخ الإسلام أبو العباس أحمد بن الحسن الحنبلي القاضي في جماعة من آخرين ، مشافهة ، عن الإمام القاضي سليمان بن حمزة الدمشقي أنا محمد بن فتيان البغدادي في كتابه ، أنا الإمام أبو موسى محمد بن أبي بكر الحافظ ، أنا أبو سعد محمد بن الهيثم ، أنا أبو علي الطهراني ، ثنا أحمد بن موسى ، ثنا علي بن الحسين بن محمد الكاتب ، ثنا أحمد بن الحسن ، الخزاز ، ثنا أبي ، ثنا حصين بن مخارق ، عن زيد بن عطاء بن السائب ، عن أبيه ، عن الوليد بن عبادة بن الصامت ، عن أبيه عبادة بن الصامت رضياللهعنه قال : «كنا نبور أولادنا بحب عليّ بن أبي طالب ، فإذا رأينا أحدهم لا يحب عليّ بن أبي طالب علمنا أنه ليس منا وأنه لغير رشدة» (٢).
قوله (لغير رشدة) هو بكسر الراء وإسكان الشين المعجمة ، أي : ولد زنا (٣). وهذا مشهور من قبل وإلى اليوم ، معروف أنه ما يبغض عليّا رضياللهعنه إلا ولد زنا ، وروينا ذلك أيضا عن أبي سعيد الخدري رضياللهعنه ولفظه : كنا معشر الأنصار نبور أولادنا بحبهم عليّا رضياللهعنه ، فإذا ولد فينا مولود فلم يحبه عرفنا أنه ليس منا.
قوله : «نبور» بالنون والباء الموحدة وبالراء ، أي : نختبر ونمتحن (٤).
__________________
(١) صحيح : رواه أحمد في «فضائل الصحابة» برقم (٩٧٩) من رواية الأعمش عن أبي صالح عن أبي سعيد الخدري به ، وأشار إلى هذا الطريق الترمذي عقب روايته للحديث (٣٧١٧).
أما رواية الحاكم فهي في «المستدرك» (٣ / ١٢٩) ، وقال «هذا حديث صحيح على شرط مسلم ، ولم يخرجاه» ، وتعقبه الذهبي بقوله : «قلت : بل إسحاق [هو : ابن بشر الكاهلي] متهم بالكذب». قلت : وفيه أيضا شريك القاضي ، وهو ضعيف لسوء حفظه. فالسند موضوع ، وليس بصحيح كما قال الحاكم ، ولكن المتن بشواهده الكثيرة صحيح لا ريب فيه.
(٢) موضوع : حصين بن مخارق متهم بالوضع ، قال فيه الدار قطني :
«يضع الحديث» اللسان (٢ / ٣٨٩ ـ ط. دار الفكر).
(٣) انظر : «لسان العرب» (٣ / ١٦٥٠ ـ رشد).
(٤) انظر : «لسان العرب» (٢ / ٣٨٥ ـ بور).