والله أعلم.
وهذا الحديث رواه الترمذي كذلك في جامعه وقال : «حسن غريب من هذا الوجه ، ولا نعرف للحسن سماعا من علي» ورواه النسائي.
تلقين الذّكر :
قلت : وللشيخ شهاب الدين السهروردي رحمهالله طريق أخرى في تلقين الذكر ، وهي أنه تلقنه من عمه وشيخه أبي النجيب عبد القاهر المذكور ، وهو من الشيخ أحمد الغزالي أخي الشيخ أبي حامد الغزالي ، وهو من الشيخ أبي بكر النساج ، وهو من الشيخ الكركاني ، وهو من الشيخ أبي عثمان سعيد بن سلام المغربي ، وهو من الشيخ علي الكاتب ، وهو من الشيخ أبي علي الروذباري ، وهو سيد الطائفة الجنيد ، وهو من خاله سري السقطي ، وهو من معروف الكرخي ، ولمعروف طريقتان : إحداهما : عن داود الطائي كما تقدم ، والثانية : عن مولاه الإمام أبي الحسن علي بن موسى الرضى ، عن أبيه موسى الكاظم ، عن أبيه جعفر الصادق عن أبيه محمد الباقر عن أبيه زين العابدين عن أبيه الحسين ، عن أبيه أمير المؤمنين علي المرتضى عليه من الله الرضا فانتهت إليه رضوان الله تعالى عليه جمع الفضائل من أنواع العلوم وجميع المحاسن وكرم الشمائل من الحديث ، والقرآن ، والفقه ، والقضاء ، والتصوف ، والشجاعة ، والولاية ، والكرم ، والزهد ، والورع ، وحسن الخلق ، والعقل والتقوى ، وإصابة الرأي ، فلذلك أجمعت القلوب السليمة على محبته والفطرة السليمة على سلوك طريقته ، فكان حبه علامة السعادة والإيمان ، وبغضه محصن الشقاء والنفاق والخذلان ، كما تقدم في الأحاديث الصحيحة ، وظهر بالأدلة الصريحة ، ولكن علامة صدق المحبة طاعة المحبوب وحب من يحبه الحبيب (لأن المحب لمن يحب مطيع) فلا شك عند كل عاقل منصف موفق أن أمير المؤمنين عليا رضياللهعنه كان إخلاصه ومحبته في أبي بكر وعمر وعثمان رضى الله عنهم في الغاية القصوى والمرتبة العليا لما علم من فضلهم ، وتحقق من منزلتهم بما سبق لهم من فضل السوابق ، وكمال المناقب اللواحق ، وبما شاهده من محبة النبي صلىاللهعليهوسلم إياهم رضاه عنهم رضياللهعنهم وأرضاهم.
أخبرنا الشيخ الأصيل الرحلة أبو عبد الله محمد بن أحمد المقدسي في آخرين