برقتها ، وليس في هذا الوصف مدح لهم كما هو ظاهر.
٢ ـ إشراكهم في الغنيمة :
صرحوا : بأن الدوسيين قد وصلوا إلى خيبر أيضا حين فرغ النبي «صلىاللهعليهوآله» من حصن النطاة ، فإن كانوا قد اعتزلوا القتال ، فلماذا اعتزلوه؟
ولماذا يعطيهم النبي «صلىاللهعليهوآله» من الغنائم؟
وإن كانوا قد شاركوا في فتح سائر الحصون ، فيستحقون من الغنائم مثل ما يستحقه الآخرون .. ولا يحتاج «صلىاللهعليهوآله» إلى استئذان المسلمين بإشراكهم في الغنيمة ..
وإذا كان «صلىاللهعليهوآله» قد أعطاهم من حصني الوطيح والسلالم ، فإنه لم يكن بحاجة إلى الإستئذان من أحد من المسلمين فيهما أيضا ، لأنهما كانا خالصين له «صلىاللهعليهوآله».
وقد ذكر موسى بن عقبة : أنه «صلىاللهعليهوآله» أحذى الأشعريين والدوسيين من الوطيح والسلالم ، اللذين فتحا صلحا «وتكون مشاورة رسول الله «صلىاللهعليهوآله» في إعطائهم ، ليست استنزالا لهم عن شيء من حقهم ، وإنما هي المشورة العامة» (١) ، لأن ما يفتح صلحا يكون خاصا وخالصا لرسول الله «صلىاللهعليهوآله» ، فإن أعطى منه أحدا شيئا فيكون قد أعطاه من ماله ، لا من مال المسلمين ..
ولو فرضنا : أنه «صلىاللهعليهوآله» قد أعطاهم من النطاة والشق ،
__________________
(١) راجع : السيرة الحلبية ج ٣ ص ٤٧ وعن عيون الأثر ج ٢ ص ١٥٤ وسبل الهدى والرشاد ج ٥ ص ١٤٣.