الذي يمنع أولياءه ويحوطهم وينصرهم ، من المنعة . أو : يمنع من يستحق المنع (١٤٦) ، من المنع ، أي : الحرمان ، لأنّ منعه سبحانه حكمة وعطاؤه جود ورحمة ، فلا مانع لما أعطى ولا معطي لما منع .
وقد يكون المانع : الذي يمنع أسباب الهلاك والنقصان بما يخلقه في الأبدان والأديان من الأسباب المعدة للحفظ .
هو المالك للأشياء المتصرف فيها المتولي عليها ، وقد يكون بمعنى المنعم ، عوداً على بدء . وقوله تعالى : « وَمَا لَهُم مِّن دُونِهِ مِن وَالٍ » (١٤٧) أي : من ولي ، أي : من ناصر ، والمولى والولي يأتيان بمعنى الناصر أيضاً ، وقد مرّ شرحهما .
والولاية بفتح الواو : النصرة ، وبكسره : الإمارة ، وقيل : هما لغتان كالدّلالة . والدلالة ، والولاية أيضاً الربوبية ، ومنه : « هُنَالِكَ الْوَلَايَةُ لِلَّهِ الْحَقِّ » (١٤٨) يعني : يومئذ يتولّون الله ويؤمنون به ، ويتبرّؤون مما كانوا يعبدون .
قال البادرائي : هو المتنزّه عن صفات المخلوقين .
وقال الهروي : المتعالي الذي جلّ عن إفك المفترين . وقد يكون المتعالي بمعنى العالي ، ومعنى : « تَعَالَى اللَّهُ » (١٤٩) أي : جلّ عن أن يوصف .
___________________________
(١٤٦) في ( ر ) ورد بعد لفظ المنع : « والحكمة في منعه اشتقاقه » ولم نثبته لاختلال المعنى به .
(١٤٧) الرعد ١٣ : ١١ .
(١٤٨) الكهف ١٨ : ٤٤ .
(١٤٩) النمل ٢٧ : ٦٣ .