الأعداء متحقق على كل تقدير.
ح : بنو قينقاع تحت الأضواء :
وأما لماذا تجرأ بنو قينقاع على نقض العهد ، فالظاهر :
أن ذلك يرجع : إلى غرورهم واعتدادهم بشجاعتهم ، وبكثرتهم ، ولعلهم كانوا يتوقعون نصر حلفائهم من الخزرج لهم ، كما يظهر من قولهم له «صلى الله عليه وآله» : لتعلمن أنا نحن الناس.
ثم هناك اعتمادهم على ما يملكونه من خبرة عسكرية ، ومعرفة بالحرب ، وقد عبروا عن ذلك أيضا بقولهم له «صلى الله عليه وآله» : لا يغرنك أنك لقيت قوما لا علم لهم بالحرب. وإلا ، فإننا لا نرى مبررا لأن تعلن قبيلة واحدة الحرب على كثير من القبائل في المدينة ، إن كانت لا تملك شيئا من مقومات النصر المحتمل. ولكن كثرتهم وخبرتهم الحربية لم تغن عنهم شيئا ، كما أن حلفاءهم من الخزرج لم يفعلوا لهم شيئا ، لأن المؤمنين منهم تخلوا عنهم ، لأن الوفاء لهم خيانة لعقيدتهم ومبدئهم وإيمانهم ، الذي يبذلون أرواحهم في سبيل الحفاظ عليه.
وأما المنافقون منهم فلم يتمكنوا من نصرهم ، بسبب ما قذف الله في قلوبهم من الرعب ، وكون ذلك سوف يتسبب لهم بانشقاقات وخلافات داخلية.
وأقصى ما استطاع ابن أبي أن يقدمه لهم ، هو أن يمنع من استئصالهم ، مع الاكتفاء بإجلائهم إلى مناطق بعيدة لن يمكنهم الصمود فيها أكثر من سنة ، وليواجهوا من ثم الفناء والهلاك.
وأما لماذا لم يهب اليهود لنصرة بني قينقاع ، فإن ذلك يرجع إلى أنه قد