يكون قد كتب له «صلى الله عليه وآله» بهذه اللغات ، أو ترجم له شيئا من الكتب التي أتته ، فإن الروايات المتقدمة لا تكفي لإثبات ذلك على الإطلاق بل قدمنا ما يوجب ضعفها ووهنها ولا بد لإثبات ذلك من اعتماد أدلة وشواهد أخرى ، لا نراها متوفرة بين أيدينا ، من نصوص ومصادر ، بل إن ما بأيدينا يؤيد إن لم يكن يدل على خلاف ذلك ، كما ألمحنا إليه.
والظاهر : أن الهدف هو إثبات فضيلة لزيد بن ثابت ، وإن كانت كل الدلائل والشواهد تشير إلى خلافها ، ما دام لا يخطر ببال أحد : أن يبحث حول ثبوت ذلك وصحته بنظرهم.
وسنتكلم عن سر تكرمهم بالفضائل لهذا الرجل في آخر هذا الفصل إن شاء الله تعالى.
ونذكر من الفضائل التي أضيفت إلى زيد بن ثابت أيضا ما يلي :
علم زيد بالفرائض :
سيأتي : أن عمر وعثمان ما كانا يقدمان على زيد في الفرائض أحدا. وقد خطب عمر الناس ، فكان مما قال : «ومن أراد أن يسأل عن الفرائض فليأت زيد بن ثابت» (١).
وادّعوا : أنه كان أعلم أصحاب رسول الله «صلى الله عليه وآله»
__________________
(١) راجع : مستدرك الحاكم ج ٣ ص ٢٧٢ و ٢٧٣ وسنن البيهقي ج ٦ ص ٢١٠ ، وطبقات ابن سعد ج ٢ ص ١١٥ ، ومجمع الزوائد ج ١ ص ١٣٥ ، والغدير ج ٦ ص ١٩١ و ١٩٢ ، وراجع ج ٥ ص ٣٦١ وج ٨ ص ٦٤ ففيهما مصادر أخرى.