العصمة عن الذنب اختيارية أيضا :
سؤال يحتاج إلى جواب :
يعتقد المسلمون عموما (١) بعصمة جميع الأنبياء «صلوات الله عليهم» ، ويزيد شيعة أهل البيت «عليهم السلام» على ذلك : إعتقادهم بعصمة الأئمة الاثني عشر «عليهم السلام». وذلك لأنه يجب اتباعهم ، والاقتداء بهم ؛ ولا يعقل تجويز ذلك فضلا عن إيجابه ، إذا كانت المعاصي تصدر منهم ؛ لأن معنى ذلك هو تجويز ارتكاب المعاصي نفسها ، وهو غير معقول ، لأنها تخرج حينئذ عن كونها معاصي من جهة ، ولأن ذلك ينافي حكمة وسر إرسال الأنبياء «عليهم السلام» من الجهة الأخرى.
ولسنا هنا بصدد بيان التفاصيل الكاملة ، والبحث الشامل للأقوال المختلفة حول هذه القضية. وإنما نريد هنا ـ فقط ـ أن نجيب على السؤال التالي :
هل عصمة الأنبياء والأئمة «عليهم السلام» تعني : ـ كما يرى البعض ـ أنهم لا يستطيعون أن يفعلوا الذنب ، ولا يقدرون على غير الطاعة ، فهم مجبرون على الطاعة ، مقهورون على الابتعاد عن المعاصي؟!.
وإذا كانوا مجبرين على ذلك ، فما هو وجه الفضل لهم؟!
ولماذا لم نجبر نحن على مثله؟!
__________________
(١) وإن كان بعضهم يناقش في عموم العصمة. ولكن الشيعة يعتقدون بعصمتهم «عليهم السلام» وتسديد الله تعالى لهم من حين ولادتهم إلى حين وفاتهم ، وليس في خصوص وقت النبوة.