وشهد نافع بمثل شهادة أبي بكر ، ولم يشهد زياد بمثل شهادتهم ، قال : رأيته جالسا بين رجلي امرأة ، فرأيت قدمين مخضوبتين تخفقان ، واستين مكشوفتين ، وسمعت حفزانا شديدا. قال : هل رأيته كالملمول في المكحلة؟ قال : لا ، قال : هل تعرف المرأة؟ قال : لا ، ولكن أشبّهها قال : فتنحّ ، وأمر بالثلاثة فجلدوا الحد ، وقرأ : (فَإِذْ لَمْ يَأْتُوا بِالشُّهَداءِ فَأُولئِكَ عِنْدَ اللهِ هُمُ الْكاذِبُونَ)(١). فقال المغيرة : اشفني من الأعبد ، قال : اسكت اسكت الله نأمتك ، والله لو تمت الشهادة لرجمتك بأحجاري (٢).
أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي ، أنا الحسن بن علي ، أنا أبو عمر بن حيّوية ، أنا أحمد بن معروف ، نا الحسين بن فهم ، نا محمّد بن سعد ، أنا خلف بن تميم ، نا إسماعيل بن إبراهيم بن المهاجر قال : سمعت عبد الملك بن عمير قال :
انبثق (٣) [بثق](٤) في مسهراة (٥) فركب عمّار بن ياسر في أناس من أهل الكوفة ، وقال : ندخل دوابّنا مرابطكم ، فقالوا : لا ، وأبوا عليه ، فبلغ ذلك عمر بن الخطّاب ، فقال : لأبعثن عليهم رجالا لا يمنعونه أن يدخل الدواب مرابطهم ، فبعث المغيرة بن شعبة ، فقال : جلدة للمسلمين.
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا أبو علي بن المسلمة ، أنا أبو الحسن بن الحمّامي المقرئ ، أنا أبو علي بن الصوّاف ، أنا الحسن بن علي القطّان ، أنا إسماعيل بن عيسى العطّار ، أنا إسحاق بن بشر ، نا عتّاب ، عن يوسف بن ميمون ، عن حبيب بن أبي ثابت.
أن عمر بن الخطّاب قال : ما تقولون في تولية ضعيف مسلم ، أو قويّ فاجر ، فقال له المغيرة : المسلم الضعيف إسلامه (٦) له ، وضعفه عليك ، وعلى رعيتك ، وأمّا القوي الفاجر ففجوره عليه وقوته لك ولرعيتك ، فقال له عمر : فأنت هو ، وأنا باعثك يا مغيرة ، فلما ودعته فقال له عمر : اسمع ... (٧) فكان المغيرة على الكوفة سنة وثلاثة أشهر ، وذكروا أن
__________________
(١) سورة النور ، الآية : ٣٣.
(٢) في م : بالحجارة.
(٣) تحرفت بالأصل إلى : «أنس» والتصويب عن م ، ود.
(٤) بياض بالأصل ، واستدركت اللفظة عن د ، و «ز» ، وم.
(٥) لم أوفق إلى معرفتها.
(٦) في المختصر : إسلامه لك.
(٧) الكلام متصل بالأصل ، والاضطراب واضح على المعنى ، وبعد : «اسمع» في م ، و «ز» ، ود : بياض مقداره عدة كلمات.