قال أبو بكر : سمعت يحيى بن معين يقول : اكتبوا هذا الحديث عن يعيش بن هشام في : «السفرجل» ، ولو رواه غيره ما احتمل ، لأن أصحاب مالك لم يرووه عنه ، وكان يقال : إنه من الأبدال.
أخبرنا أبو محمّد طاهر بن سهل ، أنا علي بن الحسين بن أحمد ـ إجازة ـ نا طاهر بن العباس ، نا عبيد الله بن محمّد ، نا إسحاق السوسي ، نا محمّد بن الحسن ، نا أحمد بن عيسى المصري ، نا عمرو بن أبي سلمة ، عن غالب بن عبيد الله ، عن عطاء ، عن أبي هريرة قال :
قدم جعفر بن أبي طالب من بعض أسفاره ومعه شيء من السفرجل ، فأهداه إلى رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، والنبي صلىاللهعليهوسلم يومئذ في منزل أبي بكر الصّدّيق ، إذ دخل معاوية بن أبي سفيان ، فقال النبي صلىاللهعليهوسلم لجعفر : «أنّى لك هذا؟» فقال : أهداه إليّ رجل شاب حسن الهيئة في بعض أسفاري ، فأحببت أن أهديه إليك يا رسول الله ، فأكل منه النبي صلىاللهعليهوسلم ، وأخذ منه واحدة ، وأعطاها معاوية وقال : «هاك توافقني في الجنّة مثلها» ، وقال : يا معاوية : «من مثلك ، أخذت اليوم من هدايا ثلاثة كلّهم في الجنّة وأنت رابعهم ، يا جعفر ، هل تدري من المهدي إليك السفرجل؟» قال : لا ، قال : «ذاك جبريل ، وهو سيّد الملائكة ، وأنا سيّد الأنبياء ، وجعفر سيد الشهداء ، وأنت يا معاوية سيد الأمناء».
قال أبو هريرة : فو الله لا زلت أحبّه بعد ذلك مما سمعت من فضله من رسول الله صلىاللهعليهوسلم.
أخبرنا أبو منصور عبد الرّحمن بن محمّد بن عبد الواحد ، أنا أبو بكر الخطيب ، أنا أبو الحسن بن رزقويه ، أنا أبو الخير فاتن (١) بن عبد الله مولى أمير المؤمنين المطيع لله ، أنا أبو مروان عبد الملك بن محمّد بن عبد الملك بن سلام ـ ببيت المقدس ـ نا أبو محمّد جعفر بن محمّد البردعي ، نا محمّد بن عبيد الهاشمي ، عن عبد العزيز بن بحر ، نا إسماعيل بن عيّاش ، عن عبد الرّحمن بن عبد الله بن دينار ، عن أبيه ، عن عبد الله بن عمر قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم :
«يطلع عليكم من هذا الباب رجل من أهل الجنّة» فطلع معاوية ، فلمّا كان من الغد قال مثل ذلك ، فطلع معاوية ، فلمّا كان بعد الغد قال مثل ذلك ، فطلع معاوية ، قال رجل : هو هذا؟ قال : «نعم ، هو هذا» ، ثم قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «يا معاوية أنت مني وأنا منك لتزاحمني على باب الجنّة كهاتين».
__________________
(١) ترجمته في تاريخ بغداد ١٢ / ٣٩٩.