أخبرنا أبو محمّد بن الإسفرايني ، أنا أبو الحسن الثعلبي (١) ـ إجازة ـ أنا طاهر بن العبّاس ، نا عبيد الله بن محمّد ، نا إسحاق بن محمّد ، نا ابن صديق (٢) ، نا أحمد بن محمّد ابن المغيرة العبّاداني ـ بعبّادان ـ نا قيس بن إبراهيم بن قيس الطوابيقي ، نا أبو يعقوب إسحاق ابن يعقوب الضرير ، نا أبو عامر العقدي ، وسعيد بن عامر ، نا الفضيل بن مرزوق ، عن عطية العوفي ، عن أبي موسى الأشعري ، قال :
لما نزلت آية الكرسي استشرف لها أصحاب رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، فقال كلّ رجل منهم : أنا أكتبها دون فلان ، فبلغ ذلك النبي صلىاللهعليهوسلم ، فقال : «أما أنا لا أستكتب أحدا إلّا بوحي من السماء» ، قال أبو موسى : فإنا مع رسول الله صلىاللهعليهوسلم جلوس إذ نزل الوحي ، فغشي بعباءته القطوانية ، فلمّا سرّي عنه الوحي طفق يقول : «ما فعل معاوية الغلام» فأتى معاوية ، فذكر ذلك له ، فأتى النبي صلىاللهعليهوسلم وعلى أذنه قلم ، ومعه كتف بعير ، فقال النبي صلىاللهعليهوسلم : «ادن يا غلام» ، فدنا حتى جرّ ركبته ركبة النبي صلىاللهعليهوسلم ، قال : «اكتب يا غلام» ، قال : وما أكتب ، فداك أبي وأمي يا رسول الله؟ قال : «اكتب : (اللهُ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ) حتى انتهى إلى قوله : (وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ)(٣)» فكتبها ، فقال النبي صلىاللهعليهوسلم : «أكتبتها يا غلام؟» قال : نعم يا رسول الله ، فقال له رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «غفر الله لك ما قدّمت إلى يوم القيامة» [١٢٢٤٢].
قال : ونا إسحاق ، نا أبو بكر بن مهران ، نا أبو بكر بن عبد الخالق ، نا محمّد بن الرومي ، نا سعيد بن سلمة ، عن إبراهيم بن عمر بن أبان ، عن الزهري ، عن سعيد بن المسيّب قال :
دخل أبو سفيان بن حرب على عثمان بن عفّان ، فقال : يا أمير المؤمنين ، كيف رضاك (٤) [عن معاوية؟ قال : كيف لا أرضى وقد سمعت رسول الله صلىاللهعليهوسلم وهو يقول : «هنيئا لك يا معاوية ، لقد أصبحت أنت أمينا على خير السماء»](٥) [١٢٢٤٣].
[أخبرنا] أبو (٦) القاسم الخضر بن الحسين بن عبد الله ، أنا أبو القاسم علي بن محمّد
__________________
(١) في «ز» : التغلبي.
(٢) ضبطت بالقلم بالأصل و «ز» بضم ثم فتح.
(٣) سورة البقرة ، الآية : ٢٥٥.
(٤) بعدها بياض في الأصل ، لا يعلم مقداره ، وكتب على هامشه : هنا خرم بأصله. وكتب بعدها في «ز» : خرم بسقوط ورقة وادة من الأصل.
(٥) ما بين معكوفتين استدركناه لاستكمال الخبر عن مختصر ابن منظور ٢٥ / ٥. وانظر سير أعلام النبلاء ٣ / ١٢٩.
(٦) من هنا نعود إلى الاستعانة بالنسختين : د ، وم.