وحكي أبو عمر عن أبي العباس عن ابن الأعرابي.
إن رجلين تقدما إلى معاوية فادّعى أحدهما على صاحبه مالا وكان المدّعى قبله حوّلا قلّبا مخلطا مزيلا فأنشأ معاوية يقول (١) :
أنّي أتيح لها حرباء تنضبة |
|
لا يرسل الساق إلّا ممسكا ساقا |
ثم دعا بمال ، فأعطى المدّعي وفرق بينهما.
قال أبو عمرو : المزيل الجدل في الخصومات ، الذي يزول من حجّة إلى حجة (٢) ، والمخلط الذي يخلط شيئا بشيء فيلبسه على السامعين ، وكبّة النار : معظمها.
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا أبو بكر محمّد بن هبة الله ، أنا أبو الحسين بن بشران ، أنا أبو علي بن صفوان ، نا ابن أبي الدنيا ، حدّثني أبو عقيل الأسدي ، نا عبيد الله بن موسى ، نا إسماعيل ، عن عبد الله بن المختار ، عن محمّد بن سيرين قال (٣) :
مرض معاوية مرضا شديدا ، فنزل عن السرير ، فكشف ما بينه وبين الأرض ، وجعل يلزق ذا الخد مرة بالأرض وذا الخد مرة بالأرض ويبكي ، ويقول : اللهمّ إنك قلت في كتابك : (إِنَّ اللهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ ما دُونَ ذلِكَ لِمَنْ يَشاءُ)(٤) فاجعلني ممن تشاء أن تغفر له.
أخبرنا أبو بكر محمّد بن شجاع ، أنا سليمان بن إبراهيم ، وسهل بن عبد الله ، وأحمد ابن عبد الرّحمن الذكواني ، ومحمّد بن أحمد بن ررا ، وعبد الرزّاق بن عبد الكريم ، والقاسم ابن الفضل.
ح وأخبرنا أبو محمّد بن طاوس ، نا سليمان بن إبراهيم.
ح وأخبرنا أبو علي أحمد بن سعد بن علي العجلي ، أنا أبو الحسين أحمد بن عبد الرّحمن بن محمّد الذكواني ، قالوا : أنا أبو عبد الله محمّد بن إبراهيم بن جعفر اليزدي الجرجاني ، نا الحسين بن علي ، نا محمّد بن زكريا العتبي عن أبيه قال :
__________________
(١) البيت في اللسان (حرب) منسوبا لأبي داود الإيادي ، وفي تاج العروس «نضب» أنشده أبو حنيفة.
(٢) راجع تاج العروس : زيل.
(٣) من طريقه رواه ابن كثير في البداية والنهاية ٨ / ١٥٢.
(٤) سورة النساء ، الآية : ٤٨.