المتثبت (١) مصيب ، أو كاد يكون مصيبا ، وإن العجل يخطئ ، أو كاد يكون مخطئا ، وإنّه من لا ينفعه الرفق يضره الخرق (٢) ، ومن لا تنفعه التجارب لا يدرك المعالي ، ولا يبلغ الرجل مبلغ الرأي حتى يغلب حلمه جهله ، وصبره شهوته ، ولا يبلغ ذلك إلا بقوة الحلم.
أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن محمّد بن الفضل ، أنا أبو الفضل أحمد بن محمّد البيع ، نا علي بن محمّد الفقيه ، نا محمّد بن عبد الله بن أسيد ، نا محمّد بن زكريا الغلابي ، نا محمّد ابن عبيد الله ، نا عبد الله بن المبارك قال :
كتب معاوية إلى عمرو بن العاص : أما بعد ، فإن الرشيد من رشد عن العجلة ، وإن الخائب من خاب عن الأناة ، وإن المتثبت مصيب ، أو كاد يكون مصيبا ، وإن العجل مخطئ ، أو كاد يكون مخطئا ، ومن لا ينفعه الرفق يضرّه الخرق ، ومن لا تنفعه التجارب لا يبلغ المعالي ، ولا يبلغ رجل مبلغ الرأي حتى يبلغ (٣) صبره شهوته وحلمه غضبه.
أخبرنا أبوا (٤) الحسن الفقيهان ، قالا : أنا أبو الحسن بن أبي الحديد ، أنا جدي أبو بكر ، أنا أبو بكر الخرائطي ، نا أبو الفضل العبّاس بن الفضل أو غيره ، قال :
قيل لمعاوية : إنا نراك تقدم حتى نقول يقبل ، وتتأخر حتى نقول لا يرجع ، قال : أتقدم ما كان التقدم غنما ، وأتأخر ما كان التأخر حزما قال بعض الشعراء :
شجاع إذا ما أمكنتني (٥) فرصة |
|
وإن لم تكن لي فرصة فجبان |
أخبرنا (٦) أبو يعقوب يوسف بن أيوب ، أنا عبد الكريم بن الحسن ، أنا أبو الحسين بن بشران ، أنا أحمد بن محمّد بن جعفر الجوزي ، نا أبو بكر عبد الله بن محمّد بن أبي الدنيا ، نا محمّد بن مسعود ، نا عبد الرزّاق ، أنا معمر قال :
قيل لمعاوية : من أحلم أنت أو زياد؟ قال : إن زيادا لا يترك الأمر يفترق عليه ، وأنا أتركه يفترق عليّ ثم أجمعه.
أخبرنا أبو السعود ابن (٧) المجلي ، أنا أبو منصور بن عبد العزيز ، أنا محمّد بن أحمد ابن خاقان.
__________________
(١) في «ز» : المثبت.
(٢) الخرق : ضد الرفق.
(٣) فوقها ضبة في «ز».
(٤) بالأصل ود ، و «ز» : «أبو» والمثبت عن م.
(٥) بالأصل ود و «ز» ، وم : «امكنتي» وفوقها ضبة في «ز» ، والمثبت عن المختصر.
(٦) كتب فوقها في «ز» ، ود : ملحق.
(٧) استدركت على هامش «ز».