لا يبلغ الرجل مبلغ الرأي حتى يغلب حلمه جهله ، وصبره شهوته ، ولا يبلغ ذلك إلّا بقوة الحلم (١).
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا أبو عبد الله محمّد بن علي بن الحسين ، أنا محمّد بن فارس بن محمّد الغوري ، أنا محمّد بن جعفر بن أحمد العسكري ، نا ابن أبي الدنيا ، حدّثني عبيد الله بن سعد بن إبراهيم القرشي ، نا عمي عن أبيه قال : قال معاوية :
العقل عقلان : عقل تجارب ، وعقل نحيزة (٢) ، فإذا اجتمعا في رجل فذاك الذي لا يقام انفرادا له ، وإذا انفردا كانت النحيزة أولاهما.
أخبرنا أبو الفتوح نصر بن أحمد بن محمّد الطوسي ـ بها ـ نا أبو تراب عبد الباقي بن يوسف المراغي ـ إملاء بنيسابور ـ أنا أبو الحسن علي بن الحسين بن أيوب الكاتب ، أنا أبو عبيد الله محمّد بن عمران بن سهل بن مرزبان ، أنا أبو بكر محمّد بن الحسن بن دريد ، أنا أبو حاتم ، عن العتبي قال :
كان معاوية يقول : ما كان في الفتيان شيء إلّا وكان فيّ مثله غير أني لم أكن شتمة ، ولا لطمة ، ولا عرضة ولا سا (٣).
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا أبو الحسين بن النّقّور ، وأبو منصور بن العطّار ، قالا : أنا أبو طاهر الذهبي ، أنا عبيد الله السكري ، نا زكريا المنقري ، نا الأصمعي قال (٤) : سمعت ابن عون يقول :
كان الرجل يقول لمعاوية : والله لتستقيمن بنا يا معاوية أو لنقوّمنّك ، فيقول لهم : بما ذا؟ فيقولون : بالخشب (٥) ، فيقول لهم : إذا نستقيم.
أخبرنا أبو السعود بن المجلي ، أنا أبو منصور بن عبد العزيز ، أنا أبو الطيب بن خاقان.
ح قال : ونا عبد الله بن علي بن أيوب ، أنا أبو بكر بن الجراح ، قالا : نا أبو بكر بن دريد ، أنا أبو معاذ ، عن دماد ، أخبرني أبو عبيدة قال :
__________________
(١) البداية والنهاية ٨ / ١٤٥.
(٢) النحيزة : الطبيعة ، ونحيزة الرجل : طبيعته.
(٣) كذا رسمها بالأصل ود ، وفي «ز» : «شيا» وفي م : «سبا».
(٤) من طريقه رواه الذهبي في طبقات ٣ / ١٥٤ وتاريخ الإسلام (٤١ ـ ٦٠) ص ٣١٥.
(٥) الخشب جمع خشيب ، وهو السيف الصقيل.