الأخرى وصنع مثلها ، فسبق (١) ، فخرج في الحلبة الثالثة فخفت أن يتشاءم بي ، فتنحّيت ، فطلبني فجئت وتوكّأ علي وأجرى الخيل فسبق (٢) ، فأقبل علي فقال : يا بن مروان ، هكذا القرّح (٣) ، هات حوائجك ، قلت : ما لي حاجة ، قال : عزمت عليك ، فما سألته شيئا إلّا أنعم لي وأضعف (٤).
قال : ونا ابن أبي الدنيا ، نا أحمد بن حاتم الطويل ، نا محمّد بن الحجّاج ، عن مجالد ، عن الشعبي ، عن قبيصة بن جابر قال : لم أر أحدا أعظم حلما من معاوية.
قال : ونا ابن أبي الدنيا ، نا محمّد بن أبي عمر المكّي ، نا سفيان ، عن مجالد ، عن الشعبي ، عن قبيصة بن جابر قال :
صحبت معاوية فما رأيت أحدا أنبل حلما ، ولا أبعد أناة منه.
قال : ونا ابن أبي الدنيا ، نا أبو عثمان القرشي ، نا محمّد بن سعيد ، نا عبد الملك بن عمير ، عن قبيصة بن جابر قال :
ما رأيت رجلا أعظم حلما ، ولا أكثر سؤددا ، ولا ألين مخرجا في أمر من معاوية (٥).
أخبرنا أبو بكر محمّد بن محمّد ، أنا محمّد بن علي ، أنا أحمد بن عبد الله بن الخضر ، أنا أحمد بن علي بن محمّد بن الجهم الكاتب ، حدّثني أبي ، حدّثني محمّد بن مروان ، نا محمّد بن أحمد الرياحي ، نا أحمد بن حاتم الطويل ، نا محمّد بن الحجّاج اللخمي ، عن مجالد ، عن الشعبي عن قبيصة بن جابر قال :
أدركت الناس ، فلم أر أحدا أعظم حلما من معاوية.
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا أبو بكر بن الطبري ، أنا أبو الحسين بن الفضل ، أنا عبد الله بن جعفر ، نا يعقوب ، نا أبو بكر الحميدي ، نا سفيان ، نا مجالد (٦) ، عن الشعبي قال : سمعت قبيصة بن جابر قال : وصحبت معاوية بن أبي سفيان ، فما رأيت رجلا أثقل حلما ، ولا أبطأ جهلا ، ولا أبعد أناة منه.
__________________
(١) ضبطت بالأصل بضمة فوق السين.
(٢) راجع الحاشية السابقة.
(٣) القرح جمع قارح ، وهو اللسان إذا دخل في السادسة واستتم الخامسة فقد قرح (راجع اللسان : قرح).
(٤) رواه البلاذري في أنساب الأشراف ٥ / ٥٨ ـ ٥٩ من طريق أبي الحسن المدائني عن علقمة عن الفضل بن سويد.
(٥) البداية والنهاية ٨ / ١٤٤.
(٦) من طريقه في سير الأعلام ٣ / ١٥٣ وتاريخ الإسلام (٤١ ـ ٦٠) ص ٣١٥ وتاريخ الخلفاء للسيوطي ص ٢٣٤.