نفسه أن لا يعذب
أمة بعدها بغرق ، وقال : إذا رأيتم / قوسي في السماء فاعلموا أنه أمان من الغرق.
وكان بين مهبط آدم
عليهالسلام ومجيء الطوفان ألفان ومئتان وستة وخمسون سنة ، فاستقرت
السفينة على جبل الجودي شهرا ، وهو جبل بالجزيرة معروف ، ثم أن الله تعالى أرسل
ريحا على وجه الأرض فسكن الماء ، وأقلعت السماء ولما مضى بعد هدوء المطر أربعون
يوما فتح باب السفينة ، وأرسل من الطير غرابا ليأتيه بالخبر فلم يرجع ، فدعا عليه
بالبعد وأن يكون طعامه الجيفة ، فأرسل الحمامة فرجعت إليه بالخبر ، ورأى رجليها قد
انصبغتا من الطين ، فدعا لها بالألفة والصباغ فيها من يومئذ ، ثم أرسلها بعد سبعة
أيام ، فرجعت وفي منقارها ورقة خضراء من عشب الأرض ، وأمر الله تعالى نوحا أن يخرج
من السفينة هو ومن معه.
وفي التوراة :
أنهم لما استقروا على الأرض قال الله تعالى : أكثروا وانموا واملؤوا الأرض ، ولتكن
هيبتكم على دوابها وعلى كل طير في السماء ، ونون في البحر ، قال الله تعالى : (قِيلَ يا نُوحُ اهْبِطْ بِسَلامٍ مِنَّا
وَبَرَكاتٍ عَلَيْكَ وَعَلى أُمَمٍ مِمَّنْ مَعَكَ) [هود : ٤٨].
وقيل لنوح عليهالسلام : كلوا مما رزقتكم حلالا طيبا واجتنبوا الرجس من الأوثان
والميتة والدم ولحم الخنزير وما ذبح لغيري ولا تقتلوا النفس التي حرم الله إلا
بالحق.
وكان مهبط نوح عليهالسلام بعد أحد عشر شهرا ، ولما نزلوا من السفينة أمرهم نوح عليهالسلام أن يتخذوا لهم مساكن ، فبنوا ثمانين بيتا ، فصارت قرية تسمى قرية الثمانين إلى
اليوم ، ثم أمرهم بالزرع وغرس الأشجار ، ولما عرضت عليهم الحبوب والثمار التي
حملها معه لم ير الكرمة ، فعرفه جبريل عليهالسلام أن إبليس أخذها ، فأحضره ، فقال جبريل عليهالسلام : ما حملك على ما صنعت؟ قال : لي فيها شرب.
فقال له جبريل :
اقتسماها ، فقال : أجعل له الربع ، قال : لا يكفيه ، قال : له / الثلثان ولي الثلث
، فما طبخ بالنار وذهب ثلثاه كان حلالا لك ولأولادك ، وما زاد على الثلث كان له
ولأتباعه.
ذكر أولاد نوح عليهالسلام :
جعل الله الرسالة
والكتب المنزلة والنبوة ، ووصية نوح عليهالسلام في ولده سام خاصة دون إخوته.
وأما أسماء أولاد
سام وأولاد أولاده فأولهم :
__________________