وأما غرائيل فعلمه
الحروف السريانية والنظر في علم الفلك ، فهو أول من كتب بعد شيث وقوّم الكواكب.
وإدريس عليهالسلام أول من استعبد وسبى بني قابيل ، ووضع المكيال ، والميزان ،
وأثار علم النجوم والطب ، وعمل الزيجات ـ وهو حساب غير حساب الهند ـ وسأل الله تعالى فأراه الصور العالية ، وكانت الأرواح
تخاطبه ، وعلم أسماء الصعود والهبوط ، ودوار الفلك ووقف على سعود الكواكب ونحوسها
، وعرف ما يأتي من الوقائع فزبر ذلك على الحجارة.
وله قصص مع ملك
الموت عليهالسلام ، ومات وعاش ورأى الجنة والنار ، ودخل الجنة ، وما خرج
منها ، ولما رفع كان عمره ثلاثمائة سنة ، وكان يدعى هرمس باسم عطارد ، وكان له ولد
اسمه ضاي علمه كتابه ، وهو الذي أخبر بأمر الطوفان وما يحدث بعده ، ودفع إدريس
وصيته لابنه.
متوشلخ :
وأمر أخاه ضاي
معاونته ، وكان ضاي قد بلغ مبلغا جليلا من العلم ، وكان إدريس عليهالسلام أول من أمر بالجهاد في بني قابيل ، فجاهدهم ، وكان عمر
متوشلخ تسعمائة واثنين وثلاثين سنة ، وأسند وصيته إلى ابنه.
لمك بن متوشلخ :
فأخذ الصحف ،
وأقبل بني أبيه فوعظهم ومنعهم من التشبه لولد قابيل ، وهو الذي رأى كأن النار خرجت
من فيه وأحرقت العالم ، ولما ولد للمك نوح كان لمك في ذلك الوقت درمسيل ابن مخويل
، وكان درمسيل يتجبر وطغى وقهر الملوك وناوأهم ودعاهم الشيطان إلى عبادة الكواكب
ودين الصابئة ، فأجابه إلى ذلك ، وبنى الهياكل ، وجعل فيها أصناما وعبدها ، وقد
استخرج المعادن والجواهر واللؤلؤ والمرجان ما لا جمعه غيره ، وكان شديدا على طلب
نوح عليهالسلام ، والله تعالى يحفظه منه وللمك ـ هوا نوح ـ والد نوح عاش ثلاثمائة سنة وكان قد رأى بعد رؤية النار
كأنه فوق شجرة في وسط بحر لا عبر له ، فلما ولد له نوح سعت الكهنة / إلى ملكهم
مخويل وعرفوه أن العالم يهلك
__________________