وفيه سمكة لها
قرنان كقرن السرطان يرميان بالليل نارا.
وفيه سمكة مدورة
يقال لها : المضح فوق ظهرها كالعمود محدد الرأس لا يقابلها سمك البحر لأنها
تقاتلهن فتقتلهن ، وبرعا تقلب به المراكب ، وقرنها كالذهب أصفر مجنح.
وفيه سمكة يقال
لها : هنس من صدرها إلى رأسها مثل الترس فيه عيون تنظر بها ، وباقيها طويل كالحية
في طول عشرين ذراعا بأرجل كثيرة كالمنشار من صدرها إلى آخرها الذنب ولا يتصل بشيء
إلا أتلفته ، ولا ينطوي ذنبها على أحد إلا أهلكته ، يقال إن لحمها شفاء للأوصاب ،
وهو عزيز الوجود ، وفيه العنبر.
وبحر آخر يقال له
الهركند :
/ كثير الجزائر
فيه سمك ربما نبت على ظهره الحشيش والصدف ، وربما اعتقده المسافرون جزيرة فيفرشون
عليها ، فإذا قطنوا بها رحلوا ، وهذه السمكة إذا رفعت جناحها يصير كالشراع ، وإذا
رفعت رأسها من الماء كالجبل العظيم إذا بخت الماء من فيها كالمنارة العظيمة ، وعند
سكون البحر يجر إليه السمك بذنبه ويفتح فيه فيلقيه فينزل في جوفه وله هدير ، ويغيض
كأنه بئر واسمها : العند ، طولها ثلاثمائة ذراع يخافها البحريون ، فإذا دخل الليل
ضربوا بالنواقيس خوفا منها.
وفيه حيات عظام
تصعد إلى البر فتبتلع الفيلة ، ثم تلتفت على صخور هناك فتتكسر في جوفها ويسمع لذلك صوت مزعج.
وفيه حية تسمى
الملكة تظهر مرة واحدة في كل حين ، وربما احتالوا في مسكها فيأخذها ملوك الزنج
فيطبخونها ، ويذهبون بودكها ، ويستعملون الفرش من جلدها وهي منمّرة ، ودكها يزيد
في القوة والنشاط ، وجلد إذا جلس عليه صاحب السّل برىء منه فلا يعود إليه أبدا.
وريح هذا البحر من
قعره اضطرابه يلقي نارا لها ضوء شديد.
وبحر آخر يقال له
دابونجد :
بينه وبين بحر
هركند على ما قيل ألف وتسعمائة جزيرة ويقع بين هذه الجزائر عنبر ، تكون القطعة منه
كالبيت ونحوه ، ينبت في قعره ، فإذا اشتد هيجانه قذفه فيرتفع مثل الكمأة ، وله
دسومة.
وقرأت في كتاب
الطب الذي ألفه إبراهيم بن المهدي : أن أحمد بن حفص العطار
__________________