حدثنا سعيد بن عفير ، قال : وصعد مع الزبير الحصن محمّد بن مسلمة ومالك بن أبى سلسلة السلامىّ ، ورجال من بنى حرام ، وأن شرحبيل بن حجيّة المرادىّ نصب سلّما آخر من ناحية زقاق الزمامرة اليوم ، فصعد عليه ، فكان بين الزبير وبين شرحبيل شىء على باب أو مدخل ، فكأنّ شرحبيل نال من الزبير بعض ما كره ، فبلغ ذلك عمرو بن العاص ، فقال له : استقد منه إن شئت ، فقال الزبير : أمن نغفة من نغف اليمن أستقيد يا بن النابغة؟
وكانت صفة الزبير بن العوّام ، كما حدثنا هشام بن إسحاق فيما يزعمون ، أبيض حسن القامة ، ليس بالطويل ، قليل شعر اللحية أهلب ؛ كثير شعر الجسد.
وكان مكثهم كما حدثنا عثمان بن صالح ، عن عبد الله بن وهب ، عن الليث على باب القصر حتى فتحوه سبعة أشهر. وقد سمعت فى فتح القصر وجها آخر مخالفا للحديثين جميعا. والله أعلم.
(١) حدثنا عثمان بن صالح ، أخبرنا خالد بن نجيح ، عن يحيى بن أيّوب ، وخالد بن حميد ، قالا : حدثنا خالد بن يزيد ، عن جماعة من التابعين ، بعضهم يزيد على بعض ، أن المسلمين لما حاصروا بابليون ، وكان به جماعة من الروم وأكابر القبط ورؤسائهم وعليهم المقوقس (٢) ، فقاتلوهم بها شهرا ، فلما رأى القوم الجدّ منهم على فتحه ، والحرص ، ورأوا من صبرهم على القتال ورغبتهم فيه ، خافوا أن يظهروا عليهم ، فتنحّى المقوقس وجماعة من أكابر القبط ، وخرجوا من باب القصر القبلىّ ودونهم جماعة يقاتلون العرب فلحقوا بالجزيرة موضع الصناعة اليوم ، وأمروا بقطع الجسر وذلك فى جرى النيل. وزعم بعض مشايخ أهل مصر أن الأعيرج (٣) كان تخلّف (٤) فى الحصن بعد المقوقس ، فلما خاف فتح الحصن ركب هو وأهل القوّة والشرف ، وكانت سفنهم ملصقة بالحصن ثم لحقوا بالمقوقس بالجزيرة (٥).
__________________
(١ ـ ١) قارن بالسيوطى ج ١ ص ١٠٩ وهو ينقل عن ابن عبد الحكم.
(٢) حاشية أ : «يقال : إن المقوقس اسمه جريج بن مينا بن قرقب ، وهو عامل هرقل على مصر ، وكان مقامه بالإسكندرية».
(٣) حاشية أ : «الأعيرج ، يقال له : المندفور القبطى ، كان يدبر مصر من قبل المقوقس».
(٤) ك : «يخلف».