وابن عديس ممن بايع تحت الشجرة ، ولأهل مصر عنه عن النبي صلىاللهعليهوسلم حديث واحد ، ليس لهم عنه غيره عن النبي صلىاللهعليهوسلم ، وهو حديث ابن لهيعة ، عن يزيد بن أبى حبيب ، عن ابن شماسة ، أن رجلا حدثه عن عبد الرحمن بن عديس أنه قال : سمعت رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، يقول : تخرج (١) ناس يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرميّة يقتلهم الله فى جبل لبنان والجليل (٢). أو الجليل وجبل لبنان (٣).
واختطّ عبد الله بن عديس أخو عبد الرحمن بن عديس عند القبّة (٤) ، دار المعافرىّ.
وكانت دار بنى جمح بركة يجتمع (٥) فيها الماء ، فقال عمرو بن العاص : خطّوا لابن عمّى إلى جانبى ، يريد وهب بن عمير الجمحىّ ، وهو ممن كان شهد الفتح ، فردمت وخطّت له.
ويقال بل هو عمير بن وهب بن عمير. ويقال بل هى قطيعة من معاوية. وكان عمير قد قدم مصر فى أيام معاوية بن أبى سفيان فكتب أن يبنى له دار ، وكان ما هنالك فضاء ليس لأحد فيه دار ، وكانت (٦) مغيضا للمياه ، وهذا مما يحتجّ به على أن ما حول المسجد كان فضاء لموقف خيل المسلمين ، كما فعل عمرو بن العاص حين قدم عليه من بنى سهم من لم يكن شهد الفتح ، فبنى لهم دار السلسلة التى فى غربىّ المسجد.
حدثنا يحيى بن بكير ، عن الليث بن سعد ، قال : كان وهب بن عمير أمير أهل مصر فى غزوة عمّورية سنة ثلاث وعشرين ، وأمير أهل الشام أبو الأعور السلمى.
__________________
(١) ك : «يخرج».
(٢) كذا فى طبعة تورى ، وهو يوافق ما فى مختصر تاريخ ابن عساكر لابن منظور ، ج ١٤ ص ٣٠٥ ، وفى (ج) والخليل وكذا ابن الأثير فى ترجمة عديس برقم ٣٣٥٢ ، وابن حجر فى الإصابة ترجمة رقم ٥١٦٧ : وكنز برقم ٣١٢٤٣ عن الطبرانى والبيهقى فى السنن.
(٣) ابن منده والطبرانى والدار قطنى وابن عساكر فى كنز برقم ٣١٢٤٣ عن عبد الرحمن بن عديس.
(٤) ج : «العقبة».
(٥) ب : «يجتمع».
(٦) ج : «وكان».