(١) وفيه يقول حسّان بن ثابت :
هل توفينّ بنو أميّة ذمّة |
|
عهدا كما أوفى جوار هشام |
من معشر لا يغدرون بجارهم |
|
للحارث بن حبيّب بن سخام |
واذا بنو حسل أجاروا ذمّة |
|
أوفوا وأدّوا جارهم بسلام |
قال ابن هشام : سخام (٢). وخالف ابن هشام غيره من أهل العلم بالشعر. فقال : إنما هى سحام (٢).
وقد كان خارجة بن حذافة القرشىّ ، ثم من بنى عدىّ بن كعب ، قد بنى غرفة فى عهد عمر بن الخطاب فأشرفت ، فشكت (٣) جيرانه إلى عمر بن الخطاب. فكتب (٤) إلى عمرو بن العاص ، أن انصب سريرا فى الناحية التى شكيت ، ثم أقم عليه (٥) رجلا لا جسيما ولا قصيرا ، فإن أشرفت فسدّها.
فسئل يزيد من حدّثك بهذا الحديث؟ فقال : مشايخ الجند.
قال : واختطّ عبد الرحمن بن عديس البلوىّ الدار البيضاء ، ويقال بل كانت الدار البيضاء صحنا بين يدى المسجد ودار عمرو بن العاص موقفا لخيل المسلمين على باب المسجد ، حتى قدم مروان بن الحكم مصر فى سنة خمس وستّين فابتناها لنفسه دارا ، وقال : ما ينبغى للخليفة (٦) أن يكون ببلد لا يكون له بها دار ، فبنيت له فى شهرين (٧).
__________________
(١ ـ ١) ابن هشام ق ١ ص ٣٨١.
(٢) ك : «شحام».
(٣) ك : «فركب». وكذا سائر المخطوطات التى اعتمد عليها تورى.
(٤) أ ، ك : «فكتب عمر».
(٥) ج : «عليها».
(٦) ب ، ج : «لخليفة».
(٧) بعدها فى أ ، ك : «قال أبو القاسم بن قديد : وأخبرنى عبيد الله بن سعيد بن عفير ، قال : حدثنا أبى ، قال قال البناءون لمروان : نبنى لك بناء لا يقيم أكثر من مائة سنة ، وكان قال لهم : أريد أن تبنوها أطول ما يكون من البناء. قال : فبنيت له ، قال : فأخبرنى أبى ، قال : إنى لرائح إلى المسجد فى أيام المهدى لتمام مائة سنة ، فلما صرت فى أول زقاق القناديل إذا الناس راجعون ، فقلت : ما لهم؟ فقالوا : وقعت دار البيضاء كلها فى مرة واحدة ، وكانت بنيت له فى أربعين يوما».