الصوفي ، ومحمّد بن محمّد الباغندي ، وعبد الله بن محمّد البغوي ، وأبا بكر بن أبي داود ، ويحيى بن محمّد بن صاعد ، وأشباههم من البغداديين ، وسافر الكثير ، فكتب عن أبي عروبة الحسين بن محمّد بحرّان ، وعن أبي الحسن بن جوصا وغيره بدمشق ، وعن أبي جعفر الطحاوي ، ومحمّد بن زبّان (١) وعلي بن أحمد بن سليمان علان بمصر ، وكان حافظا ، فهما ، صادقا ، مكثرا ، روى عنه أبو الحسن الدارقطني ، وأبو حفص بن شاهين ، ومن بعدهما ، وحدّثنا عنه محمّد بن أبي الفوارس ، وأبو بكر البرقاني ، وأبو نعيم الأصبهاني ، والحسن بن محمّد الخلّال ، وأبو القاسم الأزهري ، وخلق يطول ذكرهم.
[قال الخطيب :] حدّثنا القاضي أبو بكر محمّد بن عمر الداودي قال : سمعت أبا الحسين بن مظفر يقول : ولدت في المحرم سنة ست وثمانين ومائتين ، وأول سنة سمعت فيها الحديث سنة ثلاثمائة من أبي محمّد بن بنان الدقاق (٢).
أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني ـ قراءة ـ نا عبد العزيز الكتاني قال : كتب إليّ أبو ذرّ عبد (٣) بن أحمد الهروي من مكة ، وحدّثني عنه عبد الغفّار بن عبد الواحد الأرموي ، قال (٤) : سمعت أبا الفتح بن أبي الفوارس يقول : سألت ابن المظفّر عن حديث عن الباغندي عن ابن زيد (٥) المرادي ، عن عمرو بن عاصم ، عن شعبة ، عن عبد الله بن دينار ، عن ابن عمر قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «آتى باب الجنّة فأخذت (٦) الحلقة» ، الحديث ، فقال : ليس عندي ، فقلت : لعله عندك؟ فقال : لو كان عندي كنت أحفظه ، عندي عن الباغندي مائة ألف حديث ، ليس عندي هذا الحديث عنه [١١٧٣٤].
قال أبو ذر : يا ابن عبدان : أنا الباغندي أنه قال أبو ذرّ قال لي أبو الفتح : حملت إلى ابن المظفّر جزءا من بعض الشيوخ ليعلم لي ، فلما نظر فيه قال : أنا كتبت عن شيخ هذا وليس عندي هذه الأحاديث ، وإني أخاف إن قرأته أن يعلّق بحفظي هذه الأحاديث ، فاعفني عن النظر فيه ، ولم يفعل.
__________________
(١) بدون إعجام بالأصل ، والمثبت عن تاريخ بغداد.
(٢) بالأصل : «بباب الرمان» وفي د : «أبي محمد بيان الدقاق» والمثبت عن تاريخ بغداد.
(٣) كتب فوقها : «الرحمن» والمثبت يوافق ما جاء في «ز» ، راجع ترجمته في سير أعلام النبلاء ١٧ / ٥٥٤.
(٤) رواه الذهبي في سير الأعلام ١٦ / ٤١٩.
(٥) رسمها بالأصل : «زبلا» والمثبت عن د ، وسير الأعلام.
(٦) في د : فآخذ بالحلقة.