ابن عبد الله قال : سمعت جعفرا قال : قال مالك بن دينار :
خرج أهل الدنيا من الدنيا ولم يذوقوا أطيب شيء فيها ، قالوا : وما هو يا أبا يحيى؟ فقال : معرفة الله عزوجل.
أخبرنا أبو البركات الأنماطي ، أنا أبو الحسين بن الطّيّوري ، أنا أبو الحسن العتيقي.
وأخبرنا أبو عبد الله البلخي ، أنا ثابت بن بندار ... (١) بن جعفر قالا : أنا الوليد بن بكر ، أنا علي بن أحمد بن زكريا ، أنا صالح بن أحمد ، حدّثني أبي أحمد قال (٢) : حدّثني أبي عبد الله بن صالح قال :
مرّ مالك بن دينار بقصر يبنى (٣) لرجل قد ولي عملا ، فأخذ آجرتين فمضى بهما ، فتبعه الذين يبنون فقالوا : اللص (٤) سرق آجرتين ، فقال لهم : أعداء الله سرق هذا القصر ، كله لم تقولوا له شيئا ، وأنا أخذت آجرتين قلتم : السارق السارق ، ثم رمى بهما.
أخبرنا أبو السعادات أحمد بن أحمد المتوكلي ، أنا ـ وأبو محمّد عبد الكريم بن حمزة ، نا ـ أبو بكر الخطيب ، أنا علي بن المظفر الأصبهاني المقرئ ، نا حبيب بن الحسن ، نا أحمد بن الحسن ، نا أحمد بن محمّد الشطوي ، نا حسن بن جعفر بن سليمان الضّبعي قال : سمعت أبي جعفر بن سليمان يقول (٥) :
مرّ والي البصرة (٦) بمالك بن دينار يرفل ، فصاح به مالك : أقلّ من مشيتك هذه ، فهمّ خدمه به فقال : دعوه ، ما أراك تعرفني ، فقال له مالك : ومن أعرف بك مني : أمّا أوّلك فنطفة مذرة ، وأمّا آخرك فجيفة قذرة ، ثم أنت بين ذلك تحمل العذرة (٧) ، فنكس الوالي رأسه ومشى.
أخبرنا أبو علي الحسن بن أحمد في كتابه ، أنا أبو نعيم الحافظ (٨) ، نا عبد الله بن
__________________
(١) بياض بالأصل.
(٢) الخبر رواه العجلي في كتاب تاريخ الثقات ص ٤١٨.
(٣) بالأصل : بني ، والمثبت عن الثقات للعجلي.
(٤) تحرفت في تاريخ الثقات إلى : اللعين.
(٥) رواه الذهبي في سير الأعلام ٥ / ٣٦٢ وأبو نعيم الحافظ في حلية الأولياء ٢ / ٣٨٤.
(٦) في المصدرين : المهلب بن أبي صفرة.
(٧) تقرأ بالأصل : القذرة ، والمثبت عن الحلية والسير.
(٨) رواه أبو نعيم الحافظ في حلية الأولياء ٢ / ٣٧٤.