خرجت مع مالك بن دينار إلى مكة ، فلمّا أحرم أراد أن يلبّي فسقط ، ثم أفاق ، فأراد أن يلبّي فسقط ، ثم أفاق ، فأراد أن يلبّي ، فسقط ، فقلت له : ما لك يا أبا يحيى؟ قال : أخشى أن أقول لبيك ، فيقول : لا لبيك ولا سعديك.
أخبرنا أبو بكر محمّد بن الحسين ، نا أبو الحسين بن المهتدي ، أنا أبو أحمد عبيد الله ابن محمّد بن أبي مسلم الفرضي ، أنا عثمان بن أحمد بن السمّاك ، نا إسحاق بن إبراهيم بن سنين ، نا هارون بن عبد الله ، نا سيّار ، نا جعفر قال :
سمعت مالك بن دينار يقول : وددت أنّ الله إذا جمع الخلائق يوم القيامة فيقول لي : يا مالك ، وأقول : لبيك ، فيأذن لي أن أسجد بين يديه سجدة ، فأعرف أنه قد رضي عني ، فيقول : يا مالك ، كن اليوم ترابا.
أنبأنا أبو الحسن محمّد بن مرزوق الزعفراني ، أنا أبو عمرو (١) بن مندة ، أنا الحسن بن محمّد بن يوة ، نا أحمد بن محمّد بن عمر ، نا ابن أبي الدنيا ، نا هارون بن عبد الله ، نا سيّار ، نا جعفر قال :
سمعت مالك بن دينار قال : لو كان لأحد أن يتمنى لتمنّيت أنا أن يكون لي في الآخرة خصّ من قصب ، وأروى من الماء ، وأنجو من النار.
قال : ونا ابن أبي الدنيا ، نا عون بن إبراهيم بن الصلت ، حدّثني موسى بن الحجّاج قال : قال مالك بن دينار :
يا ليتني لم أخلق ، فإذا خلقت متّ صغيرا ، ويا ليتني إذا لم أمت صغيرا عمّرت حتى أعمل في خلاص نفسي.
أخبرنا أبو محمّد بن طاوس ، أنا علي بن محمّد بن محمّد بن الأخضر ، أنا أبو الحسين ابن بشران ، أنا ابن صفوان ، نا ابن أبي الدنيا ، حدّثني أبو عبد الله التميمي ، حدّثني سيّار ، عن جعفر بن سليمان قال :
لقي مالك بن دينار ثابت البنّاني ، قال له : يا أبا يحيى ، كيف بك؟ قال : كيف بمن ظاهر العيوب ، كثير الذنوب ، مستور على غير استحقاق ، فكيف بك يا أبا محمّد؟ قال :
__________________
(١) تحرفت بالأصل إلى : عمر.