جاءت امرأة إلى مالك بن دينار فقالت : يا مالك بن دينار ، عندي من المال كذا وكذا ، فقد أردت أن أتزوجك فتصرف مالي هذا في أيّ الأنواع شئت ، قال : اذهبي إلى ثابت ، قالت : لا حاجة لي في ثابت ، لا أريد غيرك ، قال : أما علمت أنّي طلّقت نساء الدنيا ثلاثا؟ فأنت منهن ، اذهبي.
أنبأنا أبو علي الحدّاد ، أنا أبو نعيم (١) ، نا عبد الله بن محمد بن جعفر ، نا أحمد بن الحسين ، نا أحمد بن إبراهيم قال : قال الهيثم بن معاوية : حدّثني شيخ لي قال :
كان رجل من الأغنياء بالبصرة ، وكانت له ابنة نفيسة فائقة الجمال ، فقال لها أبوها : قد خطبك بنو هاشم والعرب والموالي فأبيت ، أراك تريدين مالك بن دينار وأصحابه؟ قالت : هو والله غايتي ، فقال الأب لأخ له : ائت مالك بن دينار فأخبره بمكان ابنتي وهواها له ، قال : فأتاه ، فقال له : فلان يقرئك السلام ، ويقول : إنّك تعلم إنّي أكثر هذه المدينة مالا ، وأفشاهم ضيعة ، ولي ابنة نفيسة وقد هويتك فشأنك وهي ، فقال مالك للرجل : عجبا لك يا فلان ، أما علمت أني قد طلّقت الدنيا ثلاثا.
قال (٢) : وأنا إبراهيم بن عبد الله ، نا محمّد بن إسحاق ، نا قتيبة بن سعيد ، نا النضر بن زرارة ، عن الثقة قال :
قال مالك بن دينار : اشتريت لأهلي طيبا بدرهم ، وإنّي لأحاسب نفسي فيه منذ عشرين سنة فما أجد لي مخرجا.
قال (٣) : ونا عبد الله بن محمّد بن جعفر ، نا أحمد بن الحسين ، نا أحمد بن إبراهيم ، نا محمّد بن عبيدة ، حدّثني عبد الملك بن قريب ، حدّثني رجل صالح من أهل البصرة قال :
وقع حريق في بيت مالك ، فأخذ المصحف وأخذ القطيفة فأخرجهما (٤) ، فقيل له : يا أبا يحيى البيت ، فقال : ما فيه إلّا السندانة ، ما أبالي أن تحترق.
قال أحمد بن إبراهيم : وذكر عبد الله بن المبارك قال :
__________________
(١) رواه أبو نعيم الحافظ في حلية الأولياء ٢ / ٣٦٥.
(٢) القائل أبو نعيم الحافظ ، والخبر في حلية الأولياء ٢ / ٣٦٦.
(٣) حلية الأولياء ٢ / ٣٦٨.
(٤) بالأصل : فأخرجها ، والمثبت عن حلية الأولياء.