حدّثني جعفر قال : سمعت ابن دينار (١) يقول :
إنّ الأبرار تغلي قلوبهم بأعمال البرّ ، وإنّ الفجّار تغلي قلوبهم بأعمال الفجور ، وإنّ الله يرى همومكم ، فانظروا ما همومكم (٢).
لفظهما سواء.
أخبرنا أبو طالب علي بن عبد الرّحمن بن أبي عقيل ، أنا أبو الحسن الخلعي ، أنا أبو محمّد بن النحّاس ، أنا أبو سعيد بن الأعرابي ، نا مردويه الحمّال أبو عبد الرّحمن المقرئ الصوفي ، نا القطعي (٣) ـ يعني : محمّد بن يحيى ـ نا أبي ، عن عمّه حزم قال :
دخلت على مالك بن دينار وبين يديه آجرة عليها رغيف شعير وملح عجين ، فقال : يا أبا عبد الله ، ادن فكل ، فإنّ هذا [مع](٤) العافية طيب.
أنبأنا أبو علي الحسن بن أحمد ، أنا أحمد بن عبد الله بن إسحاق (٥) ، نا عبد الله بن محمّد بن جعفر ، نا أحمد بن الحسين ، نا أحمد بن إبراهيم ، نا مسلم (٦) بن إبراهيم ، نا سلام ابن مسكين قال :
دخلت على مالك بن دينار في مرضه الذي مات فيه ، فإذا البيت فيه سرير أثل (٧) مرمول بالشريط ، وعليه قطعة بوري (٨) ، وإذا تحت رأسه قطعة كساء ، وإذا ركوة وصاغرة ، فرفع رأسه ، فأخرج من تحت رأسه رغيفين يابسين ، فقعد يكسر ذينك الرغيفين في الماء حتى إذا ظن أن الخبز قد ابتلّ قال : ناولني الدوخلة (٩) ، فإذا دوخلة معلقة يابسة ، فوضعهتا (١٠) فأخرج منها صرّة فيها ملح ، وقال لي : ادن ، فقلت : يا أبا يحيى لا أشتهي ، قال : فقال : هيهات هيهات ، أنت ممن غذّي في الماء العذب ، فلا يصير في الماء الملح.
__________________
(١) تحرفت بالأصل إلى : «ديان».
(٢) رواه أبو نعيم في حلية الأولياء ٢ / ٣٧٠.
(٣) تحرفت بالأصل إلى : «القطيعي» والصواب ما أثبت ، راجع ترجمته في تهذيب الكمال ١٧ / ٣١٧.
(٤) الزيادة عن المختصر.
(٥) رواه أبو نعيم الحافظ في حلية الأولياء ٢ / ٣٦٩ ـ ٣٧٠.
(٦) في حلية الأولياء : سالم بن إبراهيم.
(٧) الأثل : نوع من الشجر.
(٨) البوري : الحصير.
(٩) الدوخلة : سفيفة من خرص يوضع فيها التمر (تاج العروس).
(١٠) بالأصل : فوضعها ، والمثبت عن الحلية.