فجاءت فقالت : ما له؟ قلنا : قرئ عليه القرآن فمات ، قالت : حقّ له ، والله من ذا الذي قرأ عليه؟ لعله صالح القارئ؟ هو الذي قرأ عليه؟ قلنا : نعم ، وما يدريك من صالح؟ قالت : لا أعرفه غير أني كثيرا ما كنت أسمعه يقول : إن قرأ عليّ صالح قتلني ، قلنا : هو الذي قرأ عليه ، قالت : هو الذي قتل حبيبي ، فهيأناه ودفناه.
أنبأنا أبو علي الحداد ، أنا أبو نعيم الحافظ (١) ، نا أحمد بن جعفر بن حمدان ، نا عبد الله بن أحمد بن حنبل ، حدّثني نصر بن علي ، نا الأصمعي قال : قال سليمان التيمي : [ما أحد أحب إليّ](٢) أن ألقى الله بمثل صحيفته إلّا محمّد بن واسع.
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا أبو بكر بن الطبري ، أنا أبو الحسين بن الفضل ، أنا عبد الله بن جعفر ، نا يعقوب ، نا فهد بن حبان ، نا محمّد بن يزيد قال : سمعت التيمي يقول : ما أدركت أحدا كان أحبّ إليّ من أن أكون [مسلاخه](٣) محمّد بن واسع.
أنبأنا أبو علي الحدّاد ، أنا أبو نعيم الحافظ (٤) ، نا أحمد بن محمّد بن سنان ، نا أبو العباس السراج ، أخبرني أبو يحيى صاعقة ، نا عبيد الله بن محمّد ، نا سلام بن أبي مطيع قال :
كان محمّد بن واسع إذا صلّى المغرب يلتزق بالقبلة يصلي ، قال : فحدّثني خياط كان يقرب منه قال : كان يقول في دعائه : أستغفرك من كل مقام سوء ، ومقعد سوء ، ومدخل سوء ، ومخرج سوء ، وعمل سوء ، وقول سوء ، ونية سوء ، أستغفرك منه ، فاغفر لي ، وأتوب إليك منه ، فتب عليّ منه ، وألقي إليك بالسلام قبل أن يكون لزاما.
قال (٥) : ونا مخلد (٦) بن جعفر ، نا عبد الله ، نا نصر بن علي قال : سمعت سفيان يقول : قال مالك بن دينار : للأمراء قراء للأغنياء قراء وإن محمّد بن واسع من قرّاء الرّحمن.
أنبأنا الفرج غيث بن علي ـ ونقلته من خطه ـ أنا أبو الفتح محمّد بن الحسن بن محمّد
__________________
(١) رواه أبو نعيم في حلية الأولياء ٢ / ٣٤٦.
(٢) بياض بالأصل ، والمستدرك بين معكوفتين عن د ، والحلية.
(٣) بياض بالأصل ، والمثبت عن د.
(٤) رواه أبو نعيم الحافظ في حلية الأولياء ٢ / ٣٤٥ ـ ٣٤٦.
(٥) حلية الأولياء ٢ / ٣٤٥.
(٦) كذا بالأصل ود ، وفي الحلية : محمد بن جعفر.