نصر ، هذا قد سرق منا ، قال : فكان يقول علي بن أحمد : أيش يقول أبو عبد الله؟ فيقولون : سلامة. قال : فلا بد أن تخبروني ما يقول؟ قال : يقول : قد سرق منا؟ قال : صدقت ، سمعت محمّد بن نصر يقول : كنت أصنّف هذا الكتاب ، فكنت أجمع المسائل بالليل وأجيء بالنهار إلى باب دار حارث المحاسبي فإذا خرج سلم عليّ وقال : أنت هاهنا يا خراساني؟ فأقول ؛ نعم ، فكان يذهب في حوائجه ويرجع ويجلس ، فألقي إليه بالمسائل ، وأكتب جوابا لها ، ثم قال علي بن أحمد : ما ظنّكم برجل كان بعض تلامذته مثل محمّد بن نصر؟
كتب إليّ أبو نصر بن القشيري ، أنا أبو بكر البيهقي ، أنا أبو عبد الله الحافظ قال : سمعت أبا عبد الله محمّد بن يعقوب الحافظ الأخرم (١) يقول : انصرف (٢) أبو عبد الله محمّد ابن نصر من الرحلة الثانية من العراق سنة ستين ومائتين ، فاستوطن بنيسابور ، وأقام على تجارة له فيها شريك مضارب (٣) وأبو عبد الله يشتغل بالعبادة والتصنيف ، فسكن (٤) بنيسابور إلى سنة سبع وخمسين ومائتين ثم خرج (٥) إلى سمرقند ، فأقام بها وشريكه بنيسابور ، ولم تزل تجارته بنيسابور ، وكان وقت مقامه هو المفتي والمقدّم بعد وفاة محمّد بن يحيى فإن حسكان ومن بعده أقروا له [بالفضل](٦) والتقدم.
أخبرنا أبو سعد إسماعيل علي بن أبي صالح [وأبو الحسن](٧) مكي بن أبي طالب ، قالا : أنا أبو بكر أحمد بن علي بن خلف ، أنا أبو عبد الله الحافظ قال : سمعت أبا إسحاق إبراهيم بن محمّد بن يحيى يقول :
وأنبأنا أبو سعد المطرز ، وأبو علي الحداد ، وأبو القاسم غانم بن محمّد بن عبيد الله.
ثم أخبرني أبو المعالي عبد الله بن أحمد بن محمّد ، أنا أبو علي الحدّاد.
ح وأخبرنا أبو القاسم النسيب ، وأبو الحسن الغسّاني ، قالا : نا ـ وأبو منصور بن زريق (٨) ، أنا ـ أبو بكر الخطيب (٩).
__________________
(١) بالأصل : للا (بياض) م ، والكلمة غير واضحة في د ، ولعل الصواب ما أثبت.
(٢) بالأصل : «انصرف يقول» وفوقهما علامتا تقديم وتأخير.
(٣) كذا بالأصل وفي د : «مصابي».
(٤) غير واضحة بالأصل ، والمثبت عن د.
(٥) كتبت فوق الكلام بين السطرين بالأصل.
(٦) بياض بالأصل ، والمثبت عن د.
(٧) سقطت من الأصل ، والزيادة عن د ، لتقويم السند.
(٨) تحرفت بالأصل ود إلى : رزيق.
(٩) رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد ٣ / ٣١٦.