قال : فأجابه المهدي وكان ذكيا :
كذاك أمور الناس يبلى جديدها |
|
وكلّ فتى يوما ستبلى فعائله |
فأجابه الهاتف وهو يقول :
تزوّد من الدّنيا فإنك ميت |
|
وإنّك مسئول فما أنت قائله |
فأجابه المهدي وهو يقول :
أقول بأنّ الله حقّ شهدته |
|
فذلك (١) قول ليس تحصى فضائله |
فأجابه الهاتف وهو يقول :
تزوّد من الدنيا فإنك راحل |
|
وقد أزف (٢) الأمر الذي بك نازله |
فأجابه المهدي وهو يقول :
متى ذاك خبّرني هديت فإنّني |
|
سأفعل ما قد قلت لي وأعاجله |
فأجابه الهاتف يقول :
تلبث ثلاثا بعد عشرين ليلة |
|
إلى منتهى شهر وما أنت كامله |
قال : فقالت رائطة سرية المهدي ؛ فو الله ، ما لبث إلّا تسعة وعشرين يوما حتى فارق الدنيا ، ـ رحمهالله ـ.
أخبرنا أبو بكر بن المزرفي (٣) ، نا أبو الحسين بن المهتدي ، أنا أبو أحمد بن أبي مسلم ، أنا عثمان بن أحمد ، نا إسحاق بن إبراهيم بن سفيان ، نا عبد الله بن أبي مذعور ، حدّثني بعض أهل العلم قال :
كان آخر ما تكلّم به محمّد بن عبد الله وهو المهدي : الحمد لله يحيي ويميت ، وهو حيّ لا يموت.
أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد ، أنا أبو بكر محمّد بن هبة الله ، أنا محمّد بن الحسين ، أنا عبد الله بن جعفر ، نا يعقوب نا سلمة ، عن أحمد ، عن إسحاق بن عيسى ، عن أبي معشر قال :
__________________
(١) في البداية والنهاية : وذلك.
(٢) أزف الأمر : اقترب.
(٣) في د : المزفي ، تصحيف.