ورائه ، فلا زالت أيّامك ممدودة بين أمل تبلغه ، وأمل فيك تحققه حتى تملك من الأعمار أطولها ، وتنال من الدّرجات أفضلها.
أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم ، وأبو الحسن بن قبيس ، قالا : نا وأبو منصور بن خيرون ، أنا أبو بكر الخطيب (١) ، أنا الجوهري ، أنا محمّد بن العبّاس ، نا عبيد الله بن أحمد ، حدّثني أبي قال : أخبرت أنّ الربيع قال : فتح المنصور يوما خزانة مما قبض من خزائن مروان ابن محمّد فأحصى فيها اثني عشر ألف عدل خزّ ، فأخرج منها ثوبا قال : يا ربيع اقطع من هذا الثوب جبّتين ، لي واحدة ولمحمّد واحدة ، فقلت : لا يجيء منه هذا ، قال : اقطع لي منه جبّة وقلنسوة وبخل بثوب آخر يخرجه المهدي ، فلمّا أفضت الخلافة إلى المهدي أمر بتلك الخزانة بعينها ، ففرقت على الموالي والغلمان والخدم.
أخبرنا أبو غالب ، وأبو عبد الله ابنا البنّا ، قالا : ، أنا أبو جعفر بن المسلمة ، أنا أبو طاهر المخلص ، نا أحمد بن سليمان ، نا الزبير بن بكّار ، حدّثني شيخ من أهل المدينة قال :
لما دقّ أمير المؤمنين المهدي المقصورة ، وجلس لأشراف قريش ، فأجازهم ، وكساهم ، وكان فيمن وصل الله عبد الأعلى بن عبيد الله بن محمّد بن صفوان ، فأجازه وكساه ، وتظلّم إليه عبد الأعلى من زفر بن عاصم فيما له عنده من الأرزاق ، فأمر زفر بدفع ذلك إليه ، فقال له عبد الأعلى : وصلك الله يا أمير المؤمنين وجعلني فداك ، فقد وصلت الرحم ورددت الظلامة ، وعندي بنت عمّ أحبّ الناس إليّ ، غدوت اليوم وأنا مغاضب لها ، فإن رأيت أن تجعل المصلح بيني وبينها موضعا فافعل ، فأعطاه ألف دينار وخمسين ثوبا ، وقال : هذا يصلح ما بينك وبينها؟ قال : نعم ، جعلني الله فداك ، فقال له أمير المؤمنين المهدي : والله لو قلت لا ما زلت أزيدك إلى الليل.
أخبرنا أبو الفتح نصر الله بن محمّد الفقيه ، أنا أبو القاسم بن أبي العلاء ، أنا أبو الحسن محمّد بن إبراهيم الفارقي (٢) ، أنا أبو سعد الماليني ، أنا أبو محمّد الحسن بن إسماعيل الدنانيري ـ بمصر ـ نا أحمد بن إسماعيل العطّار ، نا أبو زرعة عبد الرّحمن بن عمرو ، نا أبي ، أنا أبو خليد قال : قال مالك بن أنس :
__________________
(١) رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد ٥ / ٣٩٣.
(٢) في «ز» : العارفي.