الله محمّد بن عبد الله الحافظ ، أخبرني عبد الله بن محمّد بن حيان ، أنا محمّد بن عبد الرّحمن الأصبهاني ، نا الحسن بن علي بن الأشعث ، أخبرني أبو الليث بن الأيلي (١) قال : سألنا محمّد بن عبد الله بن عبد الحكم : أن نقرأ عليه كتب محمّد بن إدريس الشافعي (٢) فأجابنا على (٣) ذلك على أن تكون قراءتنا في منزله ، قال : فجئنا فابتدأنا بالقراءة عليه ، وكان رجل ممن يتفقه بقول المدنيين يقال له محمّد بن سعيد (٤) عنده مجلس قال : فجاء فوجدنا ونحن نقرأ عليه فقال لنا : روحوا فإنّ لنا مجلسا وأي شيء يصنع بهذه الكتب ، قال : فقلت له أنا ـ ومحمّد يسمع ـ : ليس يمنعك أنت من هذه الكتب إلّا أنك لا تحسن تقرؤها (٥) ، فقال : أنا لا أحسن أن أقرأها؟ أنا أقرأ كتب عبد الملك الماجشون ، ولا أحسن أقرأ كتب محمّد بن إدريس الشافعي؟ قال : وكان محمّد بن عبد الله بن عبد الحكم متكئا ، فجلس إنكارا لقوله ، فقال : يا عبد الله والله ما عبد الملك الماجشون عند الشافعي (٦) إلّا بمنزلة الفطيم عند الكبير.
أخبرنا أبو القاسم بن أبي هشام ، أنا عبد الله بن الحسن العطار ، نا عبد الرّحمن بن محمّد بن ياسر ، نا هارون بن محمّد الموصلي ، نا أبو يحيى زكريا بن أحمد ، نا الحسن بن علي بن الأشعث المصري ، قال : سمعت محمّد بن عبد الله بن عبد الحكم (٧) يقول : وسئل فقيل له : أرأيت الرجل يعرف قول ابن القاسم وأشهب ومالك يفتي؟ قال : لا حتى يكون يميّز ويعرف قول غيرهم ، ويعرف الصواب من ذلك ، فقال السائل : لم يرد الرجل ينظر في قول أبي حنيفة وأصحابه ، فقال : ينبغي له أن ينظر في قولهم ، قيل له : أبو حنيفة ليس عنده حديث ، قال (٨) : بلى عنده ولكن الصحيح عنده قليل ، ولكن أصحابه عندهم حديث كثير قد أقام محمّد بن الحسن عند مالك بن أنس (٩) ثلاث سنين يسمع منه ، فقيل له فيفتي المرء بقول مالك؟ فقال : لا حتى يعلم أنه الصواب ، قد قال مالك أشياء يعني ، لا يفتي بها فقيل له فكان الشافعي فقيها عالما؟ فقال : وكما يكون. وقال محمّد بن عبد الله بن عبد الحكم (١٠) : ما رأيت أحدا ناظر الشافعي إلّا رحمته فقيل : وأنت تقول إنّ مالكا وأهل الكوفة لو قالوا شيئا ثم
__________________
(١) كذا رسمها في «ز» ، وفي د ، والمختصر : أبو الليث بن الأعلى.
(٢) في د : كتب الشافعي.
(٣) تحرفت في «ز» إلى : أن.
(٤) في د : محمد بن العيد ، وفي المختصر : محمد بن المعيد.
(٥) في د : تقرأ فيها.
(٦) في د : عند محمد بن إدريس الشافعي.
(٧) قوله : «بن عبد الحكم» ليست في د.
(٨) من هنا إلى قوله : أصحابه ، سقط من د.
(٩) قوله : «بن أنس» ليس في د.
(١٠) في د : «وقال محمد» ولم يزد.