والله ما رأيت هذه الرؤيا ، قال : وقد عبّرها ، قال هشام : فما لبث الرجل غير كثير (١) حتى ولدت امرأته غلاما وماتت وبقي الغلام.
قال : وجاء رجل إلى ابن سيرين فقال : إنّي رأيت كأنّي وجارية لي سوداء ، نأكل في قصعة من صدر سمكة ، قال : فقال له ابن سيرين : يخفّ عليك أن تهيّئ لي طعاما وتدعوني إلى منزلك قال : نعم ، قال : فهيّأ له طعاما ودعاه ، فلمّا وضعت المائدة إذا جارية له سوداء ممتشطة. قال : فقال له ابن سيرين : هل أصبت من جاريتك هذه شيئا؟ قال : لا ، قال : فإذا وضعت القصعة فخذ بيدها ، فأدخلها المخدع ؛ فأخذ بيدها فأدخلها المخدع فصاح : يا أبا بكر ، رجل والله ، قال له ابن سيرين : هذا الذي كان يشاركك في أهلك.
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنبأنا محمّد بن هبة الله ، أنبأنا محمّد بن الحسين ، أنبأنا ابن درستويه ، أنبأنا يعقوب (٢) ، حدّثنا ابن نمير ، حدّثنا أبو بكر ، عن مغيرة بن حفص قال :
سئل ابن سيرين فقال : رأيت كأن الجوزاء تقدمت الثريا ، فقال : هذا الحسن يموت ، فبكى (٣) ثم أتبعه ، وهو أرفع مني.
أخبرنا (٤) أبو الحسن بركات بن عبد العزيز بن الحسين الأنماطي ، حدّثنا أبو بكر أحمد ابن علي بن ثابت الحافظ ، أنبأنا أبو الحسن محمّد بن أحمد بن رزقوية ، أنبأنا أبو بكر أحمد ابن سندي بن الحسن الحداد ، حدّثنا الحسين بن علي القطّان ، حدّثنا إسماعيل بن عيسى العطّار ، حدّثنا إسحاق بن بشر ، عن نوح بن أبي مريم ، عن هشام [بن حسان](٥) عن ابن سيرين قال :
لما مات الحسن بن أبي الحسن قال : رأت امرأته في المنام كأنّما لحق (٦) الجوزاء بالثريا ، فاجتمع الناس ينظرون ويتعجبون ، فقال رجل : ما تعجبون من هذا ابعثوا إلى [محمد] ابن سيرين يعبّره لكم ، قال : فأصبحت المرأة فأتت ابن سيرين ، فأخبرته ، فبكى ابن سيرين
__________________
(١) كذا بالأصل ، ود ، و «ز» ، والعبارة مضطربة المعنى.
(٢) رواه يعقوب بن سفيان في المعرفة والتاريخ ٢ / ٤٦.
(٣) كذا بالأصل ، ود ، و «ز» ، وفي المعرفة والتاريخ : قبلي.
(٤) كتب فوقها بالأصل : ملحق.
(٥) زيادة عن «ز».
(٦) في «ز» : لحقت.