برشك ، واتهمه
المتغلّب يومئذ على البلد زيرم بن حماد ، بأن عنده وديعة من المال لبعض أعدائه ، فطالبه
بها ، فلاذ بالامتناع ، وبيّته زيرم ، لينتزع المال من يده ، فدافعه وقتل ، وارتحل ابناه هذان الأخوان إلى تونس في المئة السابعة ،
وأخذا العلم بها عن تلاميذ ابن زيتون ، وتفقّها على أصحاب أبي عبد الله بن شعيب
الدّكّالي ، وانقلبا إلى المغرب بحظ وافر من العلم. وأقاما بالجزائر يبثان بها العلم ، لامتناع برشك عليهما من أجل (ضرر) زيرم المتغلّب عليها ، والسّلطان أبو يعقوب يومئذ ، صاحب المغرب الأقصى من بني مرين ، جاثم على تلمسان
يحاصرها الحصار الطويل المشهور ، وقد بثّ جيوشه في نواحيها ، وغلب على الكثير من أعمالها
وأمصارها ، وملك عمل مغراوة بشلف ، وحاضرته مليانة ، فبعث عليها الحسن بن علي بن أبي الطلّاق من بني عسكر ،
وعليّ بن محمد الخيري من بني ورتاجن ، ومعهما ـ لضبط الجباية واستخلاص الأموال ـ الكاتب
منديل بن محمد الكناني ، فارتحل هذان الأخوان يومئذ من الجزائر ،
__________________