المهيمن من الاختفاء ، وأعاده السّلطان إلى ما كان عليه ، من وظيفة العلامة والكتابة ، وكان كثيرا ما يخاطب والدي رحمهالله ويشكره على موالاته ، وممّا كتب إليه وحفظته من خطّه :
لحمد ذوي المكارم قد ثناني |
|
فعال شكره أبدا عناني |
جزى الله ابن خلدون حياة |
|
منعّمة وخلدا في الجنان |
فكم أولى ووالى من جميل |
|
وبرّ بالفعال وباللّسان |
وراعى الحضرمية في الذي قد |
|
حبا من ودّه ومن الحنان |
أبا بكر ثناءك طول دهرى |
|
أردّد باللسان وبالجنان |
وعن علياك ما امتدّت حياتي |
|
أكافح بالحسام وباللسان |
فمنك أفدت خلا لست دهري |
|
أرى عن حبّه أثني عناني |
وهؤلاء الأعلام الذين ذكرهم الرّحوي في شعره ، هم سبّاق الحلبة في مجلس السّلطان أبي الحسن ، اصطفاهم لصحابته من بين أهل المغرب. فأما ابنا الإمام (١) منهم فكانا أخوين من أهل برشك ، من أعمال تلمسان ، واسم أكبرهما : أبو زيد عبد الرحمن ، واسم الأصغر : أبو موسى عيسى ، وكان أبو هما إماما ببعض مساجد
__________________
(١) انظر ترجمة ابن الإمام في الديباج ص ١٥٣ ، وأحمد بابا ص ١٦٦ ، ١٩٠ ، وفي البستان ١٢٥.
وفي تاريخ ابن خلدون ٧ / ١٠٠ بعض أخبارهما.