إلى عبد الرّحمن بن مهدي فقال : مهما سبقت به فلا تسبقنّ بتقوى الله عزوجل.
قال (١) : وأنبأنا أبو بكر أحمد بن سليمان بن علي المقرئ ، أنبأنا محمّد بن بكران بن الرازي ، حدّثنا محمّد بن مخلد ، حدّثنا محمّد بن حفص بن (٢) عمر الدوري ، قال : سمعت أبا عبيد يقول : سمعني عبد الله بن إدريس أتلهّف على بعض الشيوخ فقال لي : يا أبا عبيد مهما فاتك من العلم فلا يفوتنك العمل.
أخبرنا أبو المعالي محمّد بن إسماعيل ، أنبأنا أبو بكر أحمد بن الحسين ، أنبأنا أبو عبد الله الحافظ ، حدّثني محمّد بن عبد الله المطوّعي أنه بلغه بإسناد له عن أبي عبيد القاسم بن سلّام أنه قال : ما دققت على محدّث بابه قط لقول الله عزوجل : (وَلَوْ أَنَّهُمْ صَبَرُوا حَتَّى تَخْرُجَ إِلَيْهِمْ لَكانَ خَيْراً لَهُمْ)(٣).
أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم ، أنبأنا أبو الحسن رشأ بن نظيف ، أنبأنا الحسن بن إسماعيل ، أنبأنا أحمد بن مروان ، حدّثنا أحمد بن داود ، حدّثنا أحمد بن سعيد اللحياني قال :
سمعت أبا عبيد القاسم بن سلّام يقول :
ما أتيت عالما قط فاستأذنت عليه ، ولكن صبرت حتى يخرج إليّ تأوّلت قول الله (وَلَوْ أَنَّهُمْ صَبَرُوا حَتَّى تَخْرُجَ إِلَيْهِمْ لَكانَ خَيْراً لَهُمْ).
أخبرنا (٤) أبو المعالي الفارسي ، أنبأنا أبو بكر البيهقي قال : سمعت أبا عبد الله الحافظ يقول : سمعت أبا العباس محمّد بن يعقوب يقول : سمعت العباس بن محمّد الدّوري يقول : سمعت أبا عبيد القاسم بن سلّام يقول :
إنّ من شكر العلم أن تقصد مع كل قوم يتذكرون شيئا لا تحسنه ، فتتعلم منهم ثم تقعد بعد ذلك في موضع آخر ، فيذكرون ذلك الشيء الذي تعلمته فتقول : والله ما كان عندي شيء حتى سمعت فلانا يقول : كذا وكذا فتعلّمته ، فإذا فعلت ذلك ، فقد شكرت العلم.
أخبرنا أبو الحسن بن قبيس ، حدّثنا ـ [و](٥) أبو منصور بن خيرون ، أنبأنا ـ أبو بكر
__________________
(١) القائل : أبو بكر الخطيب ، والخبر في تاريخ بغداد ١٢ / ٤٠٩.
(٢) كذا بالأصل وم و «ز» ، وفي تاريخ بغداد : «عن» تصحيف. وقد ذكر في تهذيب الكمال في أسماء الرواة عن أبي عبيد.
(٣) سورة الحجرات ، الآية : ٥.
(٤) كتب فوقها في م : «ح» بحرف صغير.
(٥) زيادة لازمة للإيضاح عن م و «ز».