أخبرنا أبو الحسن الفقيه المالكي ، وأبو محمّد بن حمزة السّلمي قالا : حدّثنا ـ [و](١) أبو منصور بن خيرون ، أنبأنا ـ أبو بكر الخطيب (٢) ، أنبأنا أبو بكر البرقاني ، أنبأنا أحمد بن إبراهيم أبو بكر الإسماعيلي ، حدّثنا عبد الله بن محمّد بن سيّار ، قال : سمعت ابن عرعرة يقول : كان طاهر بن عبد الله ببغداد ، فطمع في أن يسمع من أبي عبيد ، وطمع أن يأتيه في منزله ، فلم يفعل أبو عبيد ، حتى كان هذا يأتيه ، فقدم علي بن المديني ، وعباس العنبري فأرادا أن يسمعا غريب الحديث ، فكان يحمل كل يوم كتابه ويأتيهما في منزلهما فيحدّثهما فيه.
أخبرنا أبو الحسن ، حدّثنا ـ [و](٣) أبو منصور بن خيرون ، أنبأنا ـ أبو بكر الخطيب (٤) ، أنبأنا علي بن المحسّن التنوخي ، حدّثنا العباس بن أحمد بن المفضل الهاشمي.
ح قال : وأخبرني أبو الوليد الحسن بن محمّد بن علي الدّربندي ، حدّثنا أبو القاسم عبد الله بن محمّد بن أحمد التّوّزي ـ بالبصرة ـ قالا : حدّثنا أبو إسحاق إبراهيم بن علي (٥) الهجيمي ، حدّثني جعفر بن محمّد بن علي بن المديني قال : سمعت أبي يقول : خرج أبي إلى أحمد بن حنبل يعوده ـ وأنا معه ـ قال : فدخل إليه وعنده يحيى بن معين وذكر جماعة من المحدّثين ، قال : فدخل أبو (٦) عبيد القاسم بن سلّام فقال له يحيى بن معين : اقرأ علينا كتابك الذي عملته للمأمون في غريب الحديث فقال : هاتوه ، قال : فجاءوا بالكتاب ، فأخذه أبو عبيد فجعل يقرأ الأسانيد ويدع تفسير الغريب ، فقال له أبي : يا أبا عبيد دعنا من الأسانيد نحن أحذق بها منك ، فقال يحيى بن معين لعلي بن المديني : دعه يقرأ على الوجه فإن ابنك محمّدا معك ، ونحن نحتاج أن نسمعه على الوجه ، فقال أبو عبيد : ما قرأته إلّا على المأمون ، فإن أحببتم أن تقرءوه فاقرءوه ، قال : فقال له علي بن المديني : إن قرأته علينا وإلّا فلا حاجة لنا فيه ، ولم يعرف أبو عبيد علي بن المديني فقال ليحيى بن معين : من هذا؟ قال : هذا علي بن المديني ، فالتزمه وقرأه علينا ، فمن حضر ذلك المجلس جاز أن يقول : حدّثنا ، وغير ذلك فلا يقول.
__________________
(١) الزيادة لتقويم السند م و «ز».
(٢) رواه الخطيب في تاريخ بغداد ١٢ / ٤٠٧.
(٣) الزيادة لتقويم السند م و «ز».
(٤) تاريخ بغداد ١٢ / ٤٠٧ ـ ٤٠٨.
(٥) من قوله الدربندي إلى هنا استدرك على هامش «ز» ، وكتب بعده صح.
(٦) بالأصل : أبي ، تصحيف ، والتصويب عن م ، و «ز» ، وتاريخ بغداد.