أخبرنا (١) أبو محمّد سفيان بن إبراهيم بن عبد الوهّاب بن مندة في كتابه ، أنبأنا أبو صالح محمّد بن المؤمل بن البستي قدم علينا ، حدّثنا أبو زكريا يحيى بن إبراهيم المزكي ـ إملاء ـ قال : سمعت أبا بشر العطار يقول :
كنت بطرسوس فوقع النفير ، فلما قربنا من الحوراب (٢) سمعت أصوات حراسها فوق السطح يكبّرون بأنواع التكبير والتحميد ما سمعت بمثلها في حسن الصوت والهيبة والتعظيم لذكر الله عزوجل ، فسمعت في ذلك منشدا ينشد هذه الأبيات فوقع علي البكاء ، ولم أدر من منشدها ، فلمّا أصبحنا قلت لبعض أهل طرسوس : سمعت البارحة كذا وكذا ، فقال : قم معي ، فجاء بي إلى شيخ ذكر أنه من فرسان العرب وصعاليك الغزاة ، فقال : هذا الذي كان سمعته البارحة ينشد الأبيات ، فقال : أنا من رهط قيس بن ذريح ، حدّثني أبي عن آبائه
__________________
الطاهر إسماعيل بن عبد الله بن عبد المحسن الأنصاري وثناه صافي بن عبد الله وعبد العزيز بن عثمان بن أبي طاهر الإربلي عفا الله عنه وهذا خطه وسمع الإمام تقي الدين أبو الطاهر إسماعيل الأنصاري قيس ترجمة قيس بن الحجاج بن حولي إلى آخر الجزء وذلك في الثاني من ربيع الآخر من سنة خمس عشرة وستمائة بالمدينة السيفية العلالية والحمد لله رب العالمين وصلواته على سيدنا محمّد وآله وصحبه وسلم.
قرأت جميع هذا الجزء على الشيخ الأجل الأصيل الورع المحترم بقية السلف أبي البركات الحسن بن محمّد بن الحسن بن هبة الله بسماعه فيه والملحق فبإجازته من عمه المصنف وكتب محمّد بن يوسف بن محمّد البرزالي الإشبيلي يوم الأربعاء الخامس عشر من جمادى الأولى سنة ثمان عشرة وستمائة بجامع دمشق حرسها الله في نوبتين هذا آخرها والحمد لله وحده وصلواته على محمّد نبيه وسلامه.
قرأت جميع هذا الجزء على القاضي العالم الورع بقية السلف أبي البركات الحسين بن محمّد بن الحسن بن هبة الله الشافعي بحق إجازته من عمه المصنف وكتب محمّد بن يوسف بن محمّد بن أبي بدامس البرزالي الإشبيلي وعارض به نسخته وذلك في مجلسين آخرهما يوم الخميس السادس عشر من جمادى الأولى سنة ثمان عشرة وستمائة بين الجامع ودار الحديث من دمشق حرسها الله وسمع بدار الحديث نصفه الأولى أبو موسى عيسى بن سليمان بن عبد الله بن عبد الملك الرعيني الأندلسي الرندي ثم المالكي.
نقل لابن البكري.
الجزء السادس بعد الأربعمائة من تجزئة الأصل من كتاب تاريخ مدينة دمشق حماها الله وذكر فضلها وتسمية من حلها من الأمائل أو اجتاز بنواحيها من وارديها وأهلها.
تصنيف الحافظ أبي القاسم علي بن الحسين بن هبة الله الشافعي رحمهالله.
سماع ولده القاسم علي بن الحسن وإجازة له من بعض شيوخ أبيه رحمهمالله.
(١) كتب قبلها في «ز».
بسم الله الرحمن الرحيم أخبرنا والدي الحافظ أبو القاسم علي بن الحسن رحمهالله قال.
(٢) كذا رسمها بالأصل وم ، وفي «ز» : «الحوارب».