وقد خلف بعد وفاته ابنا فقيها تولى إمامة مسجد بناه له صهره بمدينة سيق وبقي به حتى توفي ، كما خلف بنتا ذات شهرة في مدينة وهران وولايتها ، لأنها تمردت على عادات البلاد ، وصارت تخرج سافرة ، وتمارس أعمال الفلاحة لأسرتها وتشارك زوجها في أعماله وكان غنيا ويملك أراضي شاسعة. ويعمل موظفا لدى الإدارة الفرنسية كذلك ، لأن أسرته من أسر المخزن في عهد الأتراك ، وأقرها الفرنسيون على ذلك في عهدهم.
وبما أنها كانت تركب الخيل وتشارك في ألعاب الفروسية ، وتستقبل زوار زوجها وتشارك في الحفلات التي كان يقيمها الولاة العامون بالجزائر لأعيان البلاد ، فإن الناس كانوا يدعونها : «القايدة حليمة». وعند ما حجت أصبحت تدعى : «الحاجة حليمة» ، وتوفيت أوائل الحرب العالمية الأولى.
إن النسخة التي حققها ونشرها الشيخ المهدي البو عبدلّي لدليل الحيران ، ناقصة ومبتورة في الوسط ، ينقصها جزء من الدولة الثانية وهم المرابطون ، وكل الدولة الرابعة وهم الموحدون ، وكل الدولة الخامسة وهم بنو زيان.
وهذا القسم المبتور موجود كله في مخطوط : طلوع سعد السعود. وينقصها في الأخير ، الدولة التاسعة ويقال لهم الفرنج والكلام عليهم في ستة مواضيع. الأول. ا. ه.
وهذا القسم طويل جدا في مخطوط طلوع سعد السعود. يقع في مائتين وثمانية من الصفحات. ألا يكون المزاري أخذ هذه الأقسام الناقصة والمبتورة من مخطوط : دليل الحيران لأستاذه الزياني ، وضمها إلى مخطوطه بعنوانه الجديد ، طلوع سعد السعود.
سؤال مطروح. وسيبقى كذلك مطروحا إلى أن يتم العثور على النسخة الكاملة لدليل الحيران ، وعلى بعض الوثائق التي تسمح بالمقارنة والاستنتاج ، والخروج برأي صحيح ونهائي.
بقيت بعد هذا كلمة أخيرة حول المقصد الأخير من كتاب طلوع سعد السعود الذي خصصه المزاري للتأريخ لمخزن وهران ، وهذا المقصد لم يشر