وعلموا أن ذلك من الخروج عن الجماعة. وفي يوم الخميس تهيأ بجيشه لقتال الحومتين المحيط بهما السور وهما العرقوب والمدينة الداخلة ، وكان في السابق دخل أهل سيدي محمد أبي جلال ، وأهل سيدي علي محمد ، للمدينة الداخلة ، ثم ظهر لهما في الخروج فخرجا وشدت أبواب المدينتين وكل في مخزنه.
الباي حسن يذهب لمعسكر لمحاربة التيجاني
فبينما هو يحاول القتال مع هاتين الحومتين وإذا بالباي حسن بلغه الخبر فخرج من وهران بجيشه ومخزنه ، وحث السير فبات بالكرمة ، وتليلات ، وسيق ، ووادي الحمام ، فنزل بمشرع حسين ، وهو كالأسد الضرغام ، سمي المشرع بذلك سرا وجهرا لكون حسين التركي تعدى على بعض العرب بالمنكر بذلك المشرع فقتل به وذهب دمه هدرا. وكان من عادة الباي لا يدخل للمعسكر إلّا مع عقبة الملّاحة ، سميت بذلك للنكبة الكثيرة الواقعة بها الدواب الملّاحة ، فنكّب عن تلك الطريق وذهب مع تيفرورة ، ومعناها ذات الخير الكثير فهي بالبربرية مشهورة وأخذ طريق سيدي علي بن أحمد الولي المشهور. ولما قرّبه طوى ألويته وترك ضرب الطبول بتوابعها توقيرا للولي المذكور ، وبعث لضريحه زيارة تدفع بيد المقدم ليحصل له الفوز على التجيني والحشم وسأل من الله الإعانة على عدوه في الحفي مقدما في دعائه ، التوسل إلى الله تعالى بذلك الولي ولما جاوزه قال له ليث الضراغم ، ومن كثر للأعداء منه التقاصم ، ءاغته المتقاعد النبيل المحترم السيد مصطفى بن إسماعيل وسائر الأغوات الباقين ، أيها الباي لا تخش أحدا إلا ربّ العالمين فانشر سناجقك ونقطر طبولك كالعادة ، حيث جاوزت الوليّ ، فالنصر لك ولنا معك في الزيادة ، والعدو لا ريب يحل به النّكال لأنه ما معك إلّا ليوث الرجال.
قال ولما وصل الباي لخروبة الصيادة المطلة على غريس ، هبط على قرية الكرط ، ومرّ على سيدي علي القطني كأنه أسد التغليس ، ولما بلغ الخبر بأن التجيني لا زال محاصرا للمعسكر ، رجع نحوه / متوجها له وهو بخصيبية من غير (ص ٣٠٦)