لو ضربته حيّا لنلت المراد ، ولكنك فعلت بنا عسيرا. ولما تمّ القتال أمر الباي بقطع الرؤوس رأس التيجني ويده ورؤوس التجاجنة أهل الضرر فقطعت الرؤوس وبعث بها الباي أمامه للمعسكر ، ورحل ودخلها فارحا مسرورا ، ومؤيدا مغتبطا منصورا ، وبمخزنه العظيم نال عزا وشكورا ، ثم رجع لوهران في عزّه وإكرامه ، وفضله وإنعامه ، وألوية النصر تخفي على رأسه وهو في أنيسه ، واشتد أمره وجرصه ، وكتب لقائد مليانة يخبره بما نصه : الحمد لله وصلى الله على سيدنا محمد وآله المكرم ولدنا عليّ قائد مليانة وفقه الله آمين السلام عليكم غاية ورحمت (كذا) الله والبركة وبعد فالذي نبشركم به خيرا إن شاء الله تعالى هو أننا طحنا على محلة الظالم ابن التجيني وأحزابه فقتلناه هو بنفسه وقتلنا خليفته وقطعنا رأسيهما معا وقتلنا جميع من كان معه بمحلته ولم يفلت أحد منهم ما يزيد على ألف رأس وسبينا جميع ما عندهم من خيول وابل حتى الأخبياء جميعا والحمد لله على هذه البشارة المباركة لقد هنيت العباد من ظلمه وفساده وها نحن بشرناك والسلام بأمر المعظم السيد حسن باي آمنه الله آمين.
حصول القحط وغلاء الأسعار
وفي فصل الربيع سنة اثنين وأربعين ومائتين وألف (١) باقتباس وقع غلاء عظيم وقحط فيه الناس إلى أن صار الباشا يفرق الرغيف بالمدن على الناس ، فسمي العام بعام خبز الباشا ، وتواتر على الألسنة للآن وفاشا. وكانت الأولياء في المستبن تقول آخر الترك من يسمى حسن ، ومنهم من يقول سيأتي الباي حسن يأكل الرتعة ويزيد الرسن ، ومعنى هذه الإشارة بالكمال أنه يأكل الرتعة وهي الرعية ويزيد الرسن وهو العمال ، فكان الأمر كما قالت الأولياء ، نعم السادات الأصفياء الكرام.
__________________
(١) الموافق ١٨٢٧ م.