حملة الإسبان على تونس
(ص ١٦٤) / ثم غزوا تونس سنة سبع وستين من العاشر (١) فأخذوها عنوة من يد سلطانها أبي العباس أحمد بن حسن الحفصي ونبشوا ضريح سيدي محرز بن خلف البكري الصديقي فألفوه مملوءا رملا وبقيت بأيديهم إلى أن استخلصها منهم سليمان باشا التركي سنة إحدى وثمانين من العاشر (٢). واستولوا بطاعة المغرب الأقصا (كذا) على حجر باديس بالريف سنة أربع وستين من العاشر (٣) وهي بأيديهم للآن أعطاها لهم سلطان المغرب عبد الله الغالب السعدي لما تملّك المغرب تلك السنة ورأى مراكب الأتراك تتكرر بمرساها تخوّف منهم على ملكه واتفق مع الطاغية على قطع المدد ولما حلّوا بها نبشوا قبور أمواتها وأحرقوا عظامها بالنار وأهانوا من بها من المسلمين شديدا. وفي ولايته سنة سبعين من العاشر (٤) غزى الباشا حسين بن خير الدين وهران فهو أول من غزاها من الأتراك وألحّ عليها حتى هدم حصن النصارى الأعلا (كذا) من برج المرسى وهربوا للأسفل فدخله المسلمون ليلة السبت خامس عشر رمضان تلك السنة ثم أقلع عنها. ونظم أبو زيد عبد الرحمن بن محمد بن موسى التلمساني في ذلك قصائد انظرها في البستان. وأهدى الشيخ أبو مهدي عيسى بن موسى العارف بزجر الطير التجيني للباشا حسين حينئذ ثوبا جيدا. وإلى هذا أشار الحافظ أبو راس في سينيته بقوله :
وقيّض الله الأتراك بمزغنة |
|
لحرب وهران دار الشرك والألس |
غزاها الباشا بن خير الدين أولهم |
|
وبرج مرساها قد رماه بالنّقس |
وحسين هذا كما في الحافظ أبي راس في الخبر المعرب هو الذي غزى المغرب وبعث له ولي الله الشيخ أبو زيد عبد الرحمن بن عبد الله اليعقوبي من أولاد يعقوب بن طلحة النقادي الذي تنسب له الزاوية التي بإزاء ندرومة ابنه
__________________
(١) الموافق ١٥٥٩ ـ ١٥٦٠ م وهو خطأ لأن تونس غزاها الإسبان واحتلوها عام ١٥٣٥ إلى عام ١٥٧٤ م وهو ما يوافق ٩٤١ ه.
(٢) الموافق ١٥٧٤ م.
(٣) الموافق ١٥٥٦ ـ ١٥٥٧ م.
(٤) الموافق ١٥٦٣ م.