ومنه أرغب أن ألقاك معتدلا |
|
كالحال قبل وقد أمّتك ركبان |
ثم الصلاة بمحمود الصلاة على |
|
محمّد المصطفى ما تمّ إيمان |
حملته على الشيخ بلقندوز التيجاني وقتله
(ص ٣١٠) ثم جمع جيشا عظيما يقينا ، وذهب به لزاوية الشيخ بالقندوز / القدّاري التجيني يمينا ، وليس عند هذا الشيخ الصريح سوى الطلبة لقراءة القرآن ورام قتله في الصحيح ولما رءاه على تلك الحالة التي بها خبره انصدع ، قال مثل هذا لا يثور علينا ورجع.
ثم غزاه في عام خمسة وأربعين ومائتين وألف (١) في جيش عظيم لا يطيق له أحد على الوصف ، ولما وصله قال لمن بعثه يأتي به شهيرا ، إذا امتنع من الإتيان معك وأراد الطلبة الحرب فارجع لي بذلك وكان عددهم كثيرا ، وأوصى جيشه الأتراك أيضا رصدا ، بأنه إذا ضرب البارود بالكابوس فعليكم بنوايل الطلبة فاقتلوهم ولا تحاشوا أحدا. وكان من عادته إذا أراد المكر بأحد والناكوس ، يعض لحيته فصار يعضها وبيده الكابوس ، ولما رءا (كذا) ذلك جهرا ، ءاغته السيد مصطفى بن إسماعيل البحثاوي أتاه فورا ، وقال له ماذا تريد أن تفعله وحدك ، ولم تنس بواقعة التجيني ما بقصدك ، أردت أن يتكلم فيك البارود من جيشك الذي معك فعند ذلك تندم على رأيك ، فقال له وأي سبب ، حتى يحل بنا هذا العطب ، فقال له أن هؤلاء الطلبة كلهم من الجيش الذي معك بعضهم من البرجية والزمالة ، والدوائر بالقول المتراجع ، وبعضهم من بني عامر والحشم وبين شقران ومجاهر وفليتة إلى غير ذلك من النواجع فمنهم من هنا ولده وقريبه ، ومنهم من هنا أخوه وحبيبه ، وإذا رأوا ذلك القتل فيهم وأجهدهم لا جرم أنهم يقاتلونك على قرابتهم والحق عندهم والرأي الذي فيه المصلحة اترك ما نويته وأبعث من يأتك (كذا) به لأنك جئت له لا لكلهم ، حيث لم يهدك الله في شأنه واترك الطلبة يذهبون لأهلهم. قال فقال له رأيك صوابا ، وأحسنت تدبيرا وجوابا ، فترك ما أمر به بجده وأدخل كابوسه في غمده ، وبعث له السيد قدور بن المخفي
__________________
(١) الموافق ١٨٢٩ م.