أن أخرجه الإسبانيون منها ودخلوها مرة ثانية سنة ثلاث وأربعين ومائة وألف (١) فخرج منها وسكن مستغانيم وصيّرها قاعدة ملكه وبقي بها إلى أن توفي سنة ست وأربعين ومائة وألف (٢) بعد ما ملك ستا وأربعين سنة فدفن بها وعلى ضريحه قبّة مرونقة يجاوره بها قبرءاغته الفارس الباسل الشجاع الكامل ، البطل الصنديد ، الهمام العتيد ، الذي لا يطرق ساحة جاره الهم الملزومي ، السيد البشير بن أحمد نجد المخزومي جد البحايثية ، أصحاب الأقوال الصادقة والعطاء الحايثية. ولما حل أبو الشلاغم بمستغانيم ومعهءاغته البشير المذكور بنا (كذا) كل واحد منهما بها برجا جليلا فما بناه الباي يقال له برج الترك الأبطال ، وما بناهءاغته يقال له برج (ص ٢١٥) المحال. وتوفيءاغته المذكور ، صاحب الاسم المشهور ، ضحى يوم / الاثنين رابع عشر من أول الربيعين سنة خمسين ومائة وألف (٣) من هجرة حائز كمال الوصف. ولما مات رثاه العلامة الربّاني السيد يوسف بن بغداد الزياني ، بهذه الأبيات :
هنيئا لك الجنان لا السّعير |
|
يا كافل الأرامل يا بشير |
لقد عشت سعيدا في رغد عيش |
|
وفزت بالشهادة يا أمير |
ببلدة مستغانيم كان المثوى |
|
فنعم السكنى سكناك يا نحرير |
وجاورت بالضريح خير إمام |
|
وبالمطمر ضريحك مستنير |
فمن للأرامل واليتامى |
|
ومن إلى العلماء نصير |
لقد بكا (كذا) هذا القطر عليك |
|
وصار رونق القدر دثير |
وفي ضحى الإثنين في نقط يدّ |
|
من أول الربيعين مسير |
سنة نشق كان الارتحال |
|
وحلّ بنا من الفراق تدمير |
ه ، ولم يمت حتى أخّر نفسه عن الخدمة وصير أكبر أولاده بن عودة بمحله بموافقة باي الوقت على ذلك. ومحمد بن إسحاق المسراتي جدّ أبي الشلاغم هو الذي بنا (كذا) قصبة القلعة التي يقال لها قصبة المسارتية ويقال
__________________
(١) الموافق ١٧٣٠ ـ ١٧٣١. والحقيقة أن هذا الاحتلال تم عام ١٧٣٢ م.
(٢) الموافق ١٧٣٤ م.
(٣) الموافق ١٢ جويلية ١٧٣٧ م.