خمسة وخمسين وستمائة حادي أو ثاني عشرين المحرم (١) دخل عليه القائم أبو دابوس الموحدي مراكش فهرب المرتضى إلى أزمّور فقبض عليه عامله وبعثه لأبي دابوس فقتله بكتامة على ثلاثة أيام من مراكش.
ثم أبو العلا الواثق أبو دابوس بن أبي حفص بن عبد المؤمن بن علي ، وكان بطلا شجاعا داهية مقداما في الحروب دخل مراكش غدرا على المرتضى وبايعه بها كافة الموحدين وغيرهم ثم وقعت بينه وبين المريني أبي يوسف حروب (ص ٨٨) قتل ببعضها / وبه انقطع ملك بني عبد المؤمن وانقرضت دولة الموحدين من المغرب الأقصا واستقامت دولة المرينيين به ومن المغرب الأوسط واستقامت دولة الزيانيين به.
وبإفريقية (٢) تسعة وعشرون ملكا ، أولهم أبو حفص عمر بن يحيى صاحب المهدي بن محمد بن واندين بن علية بن أحمد بن والّال بن إدريس بن خالد ابن اليسع بن إلياس بن عمر بن وافتن بن محمد بن لجبة بن كعب بن محمد ابن سالم بن عبد الله بن عمر بن الخطاب رضياللهعنه. قاله الشيخ أحمد بن الشمّاع في تاريخه ودولتهم تسمى بالحفصية. ثم ابنه أبو محمد عبد الواحد ابن الشيخ أبي حفص صاحب المهدي. ثم أبو العلا بن عبد المؤمن بن علي ، ثم عبد الله بن عبد الواحد الحفصي واتسع ملكه إلى أن ملك إفريقية وبجاية وسائر المغرب الأوسط وتلمسان ووهران وبلد الجريد والزاب ، وتوفي ببونة سنة سبع وستين من السابع (٣). وقد أنشأ بتونس بنيانا شاهقا. ثم ابنه أبو عبد الله محمد بن أبي زكرياء وسعى عمه أبو إبراهيم في خلعه وبايع لأخيه محمد اللحياني الزاهد على كره منه فجمع له أبو عبد الله محمد بن أبي زكرياء المخلوع أصحابه وشدّ على عمّيه فقهرهما وقتلهما واستقل بملكه وتلقب بالمنتصر وفي أيامه سنة ثمان وستين من السابع (٤) وصل الفرنسيس لإفريقية بجموعه وأشرفت إفريقية على الذهاب لو لا أن الله منّ عليهم بموت أمير
__________________
(١) الموافق ٨ أو ٩ فيفري ١٢٥٦ م.
(٢) يقصد بلاد تونس وملوك بني حفص بها.
(٣) الموافق ١٢٦٨ ـ ١٢٦٩ م.
(٤) الموافق ١٢٦٩ ـ ١٢٧٠ م.