(كذا) منها وملكوا دار بني صالح وهي قلعة النكور سنة ست من القرن الهامس (١) فخربوها وبقوا بها إلى أن قطع ملكهم يوسف بن تاشفين اللمتوني. ومن لحق منهم بالأندلس ، صار من أعيان جند المنصور ابن أبي عامر المعافري حاجب المؤيد هشام الأموي. ولما فتح يعلا مدينة وهران وخرّبها نقل أهلها إلى مدينته المعروفة في ذي القعدة سنة ثلاث وأربعين وثلاثمائة (٢) وبقيت خرابا مدة ثم تراجع الناس لها وبنيت. وذكر الحافظ أبو راس في عجائب الأسفار أن يعلا ابن محمد بن صالح لما خرّب وهران جدّد بناءها في تلك السنة وانتقل إليها بأهله وولده من مدينته بأيفكان. قال البكري في تاريخه وكان في عمل وهران قرية أهلها موصوفون بعظم الأجساد ، وشدة الأياد (كذا) حتى أن الرجل الكامل في الخلق المعهود من غيرهم يكون إلى دون منكب الرجل منهم وكان رجل منهم يحمل ستة أنفار ويخطوا بهم خطوات اثنين على عتقيه ويتأبّط باثنين وعلى ذراعيه اثنين. وأن رجلا منهم احتاج لعمل بيت يسكنه فاقتطع ألف كلخة وحملها على ظهره وبنا بهم بيتا تاما معرسا. ه.
ثم أن محمدا بن الخير بن محمد بن خزر المغراوي لما رأى (كذا) وهران دار ملكهم اتخذها بنو يفرن دار ملكهم أيضا وبثوا بها الدعوة المروانية نزع إلى الشيعة وظهر لهم وأدّى لهم الطاعة ووفد على المعزّ العبيدي الشيعي / بإفريقية (ص ٤٥) فألفاه جهز قائده جوهرا لغزو المغرب سنة سبع وأربعين وثلاثمائة (٣) وخرج من القيروان في جيش عرمرم فجاء معه مغربا وكان من مشاهير بني خزر وأشرفهم نفسا فكان عنده بمكانة عظيمة وسار جوهر إلى أن نزل بتاهرت فلقيه بها يعلا ابن محمد بن صالح اليفرني في جيش عظيم من قبائل زناتة على مقربة من تاهرت بناحية شلف فالتحم (كذا) الحرب بينهما وبذل جوهر الأموال لقواد كتامة ولما اشتد الحرب صممت عصابة من أنجاد قواد كتامة وأجنادها وقصدوا يعلا فقتلوه واجتزوا رأسه وأتوا به إلى جوهر فأعطاهم الأموال الجليلة بشارة عليه وبعث
__________________
(١) الموافق ١٠١٥ ـ ١٠١٦ م.
(٢) الموافق ٩٥٤ ـ ٩٥٥ م.
(٣) الموافق ٩٥٨ ـ ٩٥٩ م.