الحميدي وهو الذي سأل الحافظ الشيخ أبا راس أن يجمع تأليفا في الأمثلة السائرة فجمعه الشيخ وسمّاه : «كشف النقاب ، ورفع الحجاب ، على أمثال سائرة وحكم باهرة ، ومواعظ زاجرة». على ترتيب حروف الهجاء للسان الدولة ، وفارس الجولة. ألهم لها وبادر ، السيد مسلم بن عبد القادر». نص عليه الحافظ في الباب الخامس من رحلته (١) ، والسيد علي ابن أبي سيف الدائري والسيد سليمان بن النزاري الدائري أيضا (٢) وهؤلاء الثلاثة من علماء المخزن وسكنوا بوهران. وفي السيد سليمان المذكور قال السيد أحمد الكلاعي بن السيد (ص ٣٦) الحاج / المكي الدحاوي في قصيدته الملحونة التي منها :
كلا بلاد بدحّها |
|
في وهران صبت سليمان |
والسيد الحاج قارة الجزائري ، والسيد أحمد بن الطاهر الرزيوي ، والسيد محمد بن قريد ، والسيد عبد الله بن عمارة البو عمراني ، وهذان غريبان. إلى غير ذلك مما لا أطيق حصره ، ولا أحصي ذكره ، وكلهم علماء أجلّة ، وأيمة بدور أهلّة (٣).
__________________
ـ كتاب مجموع النسب والحسب للشيخ بن بكار. ص ٥٣ ـ ٥٥.
(١) مسلم بن عبد القادر الحميدي أو الحميري الزايري من أولاد زاير كان كاتبا خاصا للباي حسن بن موسى آخر بايات وهران. ونظم أرجوزة في تاريخ الاحتلال الفرنسي ، وألف كتابا سماه : أنيس الغريب والمسافر في طرائف الحكايات والنوادر. سجل فيه أحداث الناحية الغربية مثل تاريخ بايات وهران. وأحداث ثورة درقاوة وغيرها. حقق الأستاذ رابح بو نار الجزء الأخير المتبقي منه الذي هو بمثابة خاتمة عام ١٩٧٤ م. وقد توفي مسلم ابن عبد القادر عام ١٢٤٩ ه (١٨٣٣ ـ ١٩٣٤ م) ودفن في ضريح سيدي المسعود قرب المالح حسبما ذكر كل من أبي راس ، والزياني ، والمؤلف ولكني زرت هذا الضريح يوم الخميس ذو الحجة ١٤٠٧ ه (٣٠ جويلية ١٩٨٧) ، ولم أجد سوى قبر واحد في الضريح. وهذه الإشاعة تنطبق حتى على الشيخ الهواري الذي قيل أيضا إنه دفن هناك. وقد قام أدريان دلبيش بترجمة : أنيس الغريب والمسافر ونشره في المجلة الإفريقية عام ١٨٧٤ ه.
(٢) الدايري نسبة إلى قبائل الدواير التي كانت في سهل ملاتة بأحواز مدينة وهران. وعارضت الأمير عبد القادر ، وحاربته وانضمت إلى جيش الاحتلال الفرنسي. ولم نعرف شيئا عن علي وسليمان الدائريين هذين إذ لم يترجم لهما أحد.
(٣) أحمد الطاهر الرزيوي كان قاضيا في أرزيو على عهد الأتراك ، وحكم عليه الأمير ـ