والله يرزقها ، اتّقوا فضول الدنيا فإنّ فضول الدنيا عند الله رجز (١).
أخبرنا أبو محمّد عبد الكريم بن حمزة ، أنبأنا أبو الحسين بن مكي ، أنبأنا أبو مسلم محمّد بن أحمد بن علي الكاتب ، حدّثنا أبو القاسم زياد بن يونس اليحصبي ـ بقيروان ـ حدّثنا أبو محمّد عبد الله بن محمّد الرّعيني ، حدّثنا أبو زكريا يحيى بن سليمان الحفري ، حدّثنا عبّاد بن عبد الصّمد أنه سمع أنس بن مالك يقول :
كان عيسى بن مريم يقول : لا يطيق عبد أن يكون له ربّان إن أرضى أحدهما أسخط الآخر ، وإن أسخط أحدهما أرضى الآخر ، وكذلك لا يطيق عبد أن يكون خادما للدنيا يعمل عمل الآخرة ، بحقّ أقول لكم لا تهتموا بما لا تأكلون ولا ما تشربون ، فإنّ الله عزوجل لم يخلق نفسا أعظم من رزقها ولا جسدا أعظم من كسوته ، فاعتبروا.
أخبرنا أبو الفتح نصر الله بن محمّد ، حدّثنا نصر بن إبراهيم ـ بصور ـ حدّثنا سليم بن أيوب ، أنبأنا أبو بكر عبد الله بن محمّد بن جعفر ، حدّثنا أحمد بن علي بن الحسن ، حدّثنا طاهر بن إسماعيل ، حدّثنا القطواني ، حدّثنا سيّار ، حدّثنا جعفر ، حدّثنا مالك بن دينار قال :
قال عيسى بن مريم : لو أنّ ابن آدم عمل بأعمال البرّ كلها ، وحبّ في الله ليس ، وبغض في الله ليس ، ما أغنى ذلك عنه شيئا.
أخبرنا أبو غالب بن البنا ، أنبأنا أبو محمّد الجوهري ، أنبأنا محمّد بن إسماعيل ومحمّد بن العباس قالا : حدّثنا يحيى بن محمّد بن صاعد ، حدّثنا الحسين بن الحسن ، أنبأنا ابن المبارك (٢) ، أنبأنا رجل عن موسى بن عبيدة ، عن المقبري أنه بلغه.
أن عيسى بن مريم كان يقول : ابن آدم ، إذا عملت الحسنة فاله عنها فإنها عند من لا يضيعها ، ثم تلا هذه الآية (إِنَّا لا نُضِيعُ أَجْرَ مَنْ أَحْسَنَ عَمَلاً)(٣) وإذا عملت سيئة فاجعلها نصيب عينك (٤) ـ وقال ابن إسماعيل : عند عينيك ـ.
أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر ، أنبأنا أبو بكر أحمد بن الحسن ، أنبأنا أبو عبد الله
__________________
(١) الأصل : «رجزا» خطأ ، والمثبت عن الزهد والبداية والنهاية.
(٢) رواه ابن المبارك في كتاب الزهد ص ١٠١ رقم ٣٠١.
(٣) سورة الكهف ، الآية : ٣٠.
(٤) في كتاب الزهد لابن المبارك : نصب عينيك.