كان عيسى بن مريم قلّ ما تحدث بقول الحق أقول لكم ، قال يحيى : وكان عيسى يقول : اعبروا الدنيا ولا تعمروها ، قال يحيى : وكان عيسى يقول لأصحابه : يعني الحق أقول لكم ، إنّ حبّ الدنيا رأس كل خطيئة ، والنظر يزرع في القلب الشهوة ، وكفى بها خطيئة.
أخبرنا أبو الوقت عبد الأوّل بن عيسى ، أنبأنا أبو صاعد يعلى بن هبة الله.
ح وأخبرنا أبو محمّد الحسن بن أبي بكر ، أنبأنا أبو عاصم الفضيل بن يحيى الفضيلي.
قالا : أنبأنا عبد الرّحمن بن أحمد بن محمّد بن أبي شريح ، أنبأنا محمّد بن عقيل بن الأزهر ، حدّثنا أبو يحيى عيسى بن أحمد ، حدّثنا ابن وهب ، أخبرني ابن لهيعة عن عمارة بن غزيّة.
أن عيسى كان يقول لأصحابه : بحقّ أقول لكم : إنّ حب الدنيا رأس كل خطيئة ، وبالنظرة تزرع الشهوة في القلب ، وكفى بها خطيئة.
أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر ، أنبأنا أبو بكر البيهقي ، أنبأنا أبو الحسين بن بشران ، أنبأنا الحسين بن صفوان ، حدّثنا عبد الله بن محمّد القرشي ، حدّثنا إسحاق بن إبراهيم ، حدّثنا أبو داود الحفري ، عن سفيان بن سعيد قال :
كان عيسى يقول : حب الدنيا أصل كل خطيئة ، والمال فيه داء كبير ، قالوا : وما دواؤه؟ قال : لا يسلم من الفخر والخيلاء ، قالوا : فإن سلم؟ قال : يشغله إصلاحه عن ذكر الله.
أخبرنا أبو محمّد بن طاوس ، أنبأنا أبو الحسين عاصم (١) بن الحسن ، أنبأنا أبو السهل محمود بن عمر بن جعفر ، أنبأنا أبو الحسن علي بن الفرج بن علي بن أبي روح ، أنبأنا أبو بكر بن أبي الدنيا ، حدّثني أزهر بن مروان الرقاشي ، حدّثنا شيخ جليس للمعتمر بن سليمان ، حدّثنا شعيب (٢) بن صالح قال :
قال عيسى بن مريم : والله ما سكنت الدنيا في قلب عبد إلّا التاط قلبه منها بثلاث : شغل لا ينفك غناه ، وفقر لا يدرك غناه ، وأمل لا يدرك منتهاه ، الدنيا طالبة ومطلوبة ، فطالب
__________________
(١) بالأصل : «بن عاصم» تصحيف ، ترجمته في سير أعلام النبلاء ١٨ / ٥٩٨.
(٢) كانت بالأصل : سليمان ، ثم شطبت ، والمثبت عن المختصر ، ولم أجد في ترجمة المعتمر بن سليمان في تهذيب الكمال شيخا له اسمه شعيب بن صالح.