أخبرنا أبو الحسن بركات بن عبد العزيز ، وأبو محمّد بن حمزة ، قالا : أنبأنا أبو بكر الخطيب ، أخبرني محمّد بن أحمد بن محمّد ، أنبأنا أبو بكر بن سندي ، حدّثنا الحسن بن علي القطان ، حدّثنا إسماعيل بن عيسى ، حدّثنا أبو حذيفة إسحاق بن بشر ، أنبأنا القاسم بن عيسى ، عن قتادة ، عن كعب وابن سمعان عن مقاتل عن من يخبره عن كعب وإدريس عن جده وهب بن منبّه ، وجويبر عن الضّحّاك عن ابن عبّاس ، وسعيد عن قتادة عن الحسن ، ومحمّد بن الفضل الخراساني عن أبان بن أبي عيّاش عن أبي عثمان النهدي عن سلمان الفارسي ، وابن جريج عن عكرمة عن ابن عبّاس ، وعبد الله بن إسماعيل السّدّي عن أبيه ، عن أبي صالح عن ابن عبّاس قال إسحاق :
كلّ هؤلاء حدّثوني عن خبر عيسى وقصته وما كان من الآيات والعجائب وعن إحياء الموتى وخلق الطير وحديث المائدة وعن المسوح التي كانت على عهد عيسى وقبل عيسى ـ وزاد بعضهم على بعض فاختلف بعضهم فقالوا (١) : أو من قال منهم بإسناده.
إنّ أول ما أحيا عيسى بن مريم وبعث لبني إسرائيل من الموتى حين قال لهم : (أَنِّي أَخْلُقُ لَكُمْ مِنَ الطِّينِ)(٢) بإذن الله (وَأُحْيِ الْمَوْتى بِإِذْنِ اللهِ ، وَأُنَبِّئُكُمْ بِما تَأْكُلُونَ وَما تَدَّخِرُونَ فِي بُيُوتِكُمْ)(٣) فتعاظم ذلك عند الكفار والمنافقين فأنكروه وازداد المؤمنون بذلك إيمانا ، فكانت اليهود تجتمع إليه في ذلك ويستهزءون به ، ويقولون له : يا عيسى ما أكل فلان البارحة ، وما ادّخر في بيته لغد؟ فيخبرهم ، فيسخرون منه حتى طال ذلك به وبهم.
وكان عيسى [ليس](٤) له قرار ولا موضع يعرف ، إنما هو سائح في الأرض ، فمرّ ذات يوم بامرأة قاعدة عند قبر وهي تبكي ، فقال لها : ما لك أيتها المرأة؟ فقالت : ماتت ابنة لي لم يكن لي ولد غيرها ، وإنّي عاهدت ربي أن لا أبرح من موضعي هذا حتى أذوق ما ذاقت من الموت ، ولا أبرح من موضعي أو يبعثها الله لي فأنظر إليها أو أحشر معها من موضعي ، أو يحييها الله لي ، فانظر إليها ، فقال عيسى : إن نظرت إليها أراجعة أنت؟ قالت : نعم ، قال : فصلّى عيسى ركعتين ثم جاء فجلس عند القبر فنادى : يا فلانة قومي بإذن الرّحمن ، فاخرجي ، قال : فتحرك القبر ، ثم نادى الثانية ، فانصدع القبر بإذن الله ، ثم نادى الثالثة فخرجت وهي
__________________
(١) راجع البداية والنهاية ٢ / ٩٧ وقصص الأنبياء لابن كثير ٢ / ٤١١ ـ ٤١٢.
(٢) سورة آل عمران ، الآية : ٤٩.
(٣) سورة آل عمران ، الآية : ٤٩.
(٤) زيادة لازمة عن المختصر والمصدرين.